في الأسبوع الماضي نشرنا هنا في ( الميدان ) تحقيقا مفصلا عن مشروع تجاري مخالف تم إنشاؤه على أرض مملوكة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبعد ساعات قليلة جدا من صدور الجريدة تلقينا اتصالا مباشرا من القائمين على الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، يستفسرون ويتحققون من المادة المنشورة ويعدون بدراسة القضية والتحقيق في مسبباتها ومعرفة ملابساتها. تجاوب سريع كهذا ومن قبل جهاز مهم وحساس كهيئة مكافحة الفساد يعطي انطباعا جيدا ومؤشرا ايجابيا على تواصل واهتمام الجهات ذات العلاقة، خصوصا في ظل إصرار أحد أهم الأجهزة الرقابية بالدولة على ممارسة عمله في واحد من أكبر القطاعات المغيبة عن عين الرقيب. الفساد الرياضي لم يعد يخفى على أحد ، واللصوص الذين كنا نسمع عنهم ونخاف منهم في طفولتنا باتوا يعيشون اليوم بيننا، ولا أحد يستطيع ان يميزهم عن الآخرين فهم يتنفسون كما نتنفس، ويعيشون كما نعيش، لكنهم يختلفون عنا في ( الأكل ) و ( الأرصدة المتضخمة ) و(اللف والدوران والضحك على عقول الناس). الفساد الرياضي لم يعد يخفى على أحد ، واللصوص الذين كنا نسمع عنهم ونخاف منهم في طفولتنا باتوا يعيشون اليوم بيننا، ولا أحد يستطيع ان يميزهم عن الآخرين فهم يتنفسون كما نتنفس، ويعيشون كما نعيش، لكنهم يختلفون عنا في ( الأكل ) و ( الأرصدة المتضخمة ) و(اللف والدوران والضحك على عقول الناس). فتشوا في جميع أركان الوسط الرياضي الكبير ، في الاتحادات الرياضية، في الأندية ومجالس الإدارات والميزانيات، في كل شيء يتعلق بهذا الوسط المليء بالدهاليز، فسوف تجدون ان الفساد يسجل أعلى حضوره ، ورائحته النتنة تفوح، ولا أعتقد ان رائحة كهذه ستفوح لولا وجود ( كومة فساد ). تصوروا .. رئيس ناد يقوم بتحويل مبالغ مليونية من حساب ناديه لحسابه الشخصي، وعندما تم التضييق عليه رمى باللائمة على الجهل الإداري وضعف الخبرة، وآخر يقطع الماء والكهرباء على كل من يحاول معرفة وضع خزينة ناديه والمسيرات المالية وكيفية طريقة رصد المصروفات والايرادات، وثالث لا هم له سوى بعثرة الأموال العامة هنا وهناك دون حسيب ولا رقيب، وهناك نموذج رابع وخامس وسادس ... الخ. اليوم وعلى سبيل المثال يخرج علينا عضو رسمي في مجلس ادارة نادي القادسية ويتهم رئيس ناديه بتجاوزات مالية خطيرة جدا، تلك الاتهامات التي من غير المعقول ان تمر على مسئول في الرئاسة العامة لرعاية الشباب دون ان يحقق فيها بنفسه أو يأمر بتشكيل لجنة ( عادلة ) للتحقيق، فما ذكره المسئول القدساوي الرسمي كلام خطير جدا جدا، وقد يتسبب في حدوث فضيحة جديدة للرياضة السعودية لو نجحت جهة رقابية مستقلة كهيئة الفساد في فتح الملف القدساوي الخطير ، ووقتها ستستمر الخيبة الرياضية، وستتواصل الانتكاسة الأخلاقية في وسط من المفترض أن تحكمه الأخلاق الرياضية. أعتقد والله اعلم لو استمر الإعلام الرياضي على نفس النهج الحالي وتمت الاستفادة الايجابية من حالة ( الهيجان ) التي تشهدها استوديوهات القنوات الفضائية وبعض الصفحات الرياضية فسوف تنكشف فصول جديدة ومثيرة من مسلسل الفساد الرياضي قد تطال مسئولين ورؤساء وعاملين في هيئات وادارات ومنظمات رياضية، وقد يصدم الجميع بأسماء لم يكن يتوقعها، لكن كل ذلك لن يتحقق ما لم تضع هيئة مكافحة الفساد يدها من جديد على ( الملفات الرياضية ) المهمة. على المحبة نلتقي [email protected]