لا تزال شخصيته تثير الجدل كلما ذكر اسمه بين أوساط المصريين جميعاً، ولا يزال هو مؤمناً بقناعاته الفكرية والشخصية في كل ما يحيط به من أحداث السياسة والفن والدين على أرض الكنانة، ولا يزيده إحساسه بالكبر وتقدم العمر إلا إصراراً على تلك القناعات. ذلك هو الشيخ يوسف البدري، الداعية الإسلامي المعروف، وصاحب أشهر قضايا الحسبة في المحاكم المصرية، وهو في هذا الحوار، لم يخف شيئاً من آرائه، ولم يتجمل مطلقاً في تصريحاته؛ فعبّر عن حزنه الشديد على مصر والمصريين، وكشف عن خبايا ومخالفات الثوّار في ميدان التحرير، ونافياً عنهم صفة الشهداء، وواصفاً إياهم بالمنتحرين، بل معطياً للحاكم حق قتالهم وقتلهم، وفي جرأة تامة أبدى رأيه في حكم العسكر، ومحاكمة مبارك ورموز نظامه، وكذلك في الإخوان وتنظيمهم العالمي وفي الجماعة السلفية، وفي إيران ودورها فيما يحدث على الساحة السورية ونواياها الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط. وتاليا نص الحوار الشيخ والثورة اذا تغيّر في الشيخ يوسف البدري بعد الثورة؟ عندما قامت الثورة، وقفت ضدها، لأن الخروج على الحاكم له شروط وله مواصفات وله كيفيات، ولأن الثورة المصرية بهذا الشكل مخالفة للشرع الحنيف، ولكني عملت بعد ذلك بقول عبدالله بن عمر « نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في هذه الفتن ولكنه أمرنا أن نصلى وراء الغالب» فآمنت بها وانتهى الأمر. هل معنى ذلك أنك لم تنفعل بأحداث هذه الثورة؟ لم أقل ذلك، ولكني بعد أن سلمت بنتائجها، تفاءلت، من باب أن الله تعالى قد يبغض أمراً لكنه يريده، وتحقيق إرادة الله لم يكن بسبب الجيش كما يرى البعض، وإنما الله سبحانه وتعالى هو الذي ألهم المصريين أن يعلوا من سقف المطالب إلى حد حل مجلس الشعب ثم التنحي ثم الخلع وهكذا. لكن ألم تطرأ اعتبارات جديدة لديك بعد أن سلمت بنتائج الثورة؟ نعم طرأت اعتبارات منها إحساسي بأن سنوات عمري التي قضيتها في السجون بسبب مناداتي بتطبيق الشريعة الإسلامية، لم تذهب هدراً، وأن الله أراد لهذا الحاكم أن يُجتث أثره هو والتهمة التي معه، وأن اليوم الذي تمنيت فيه لمصر تطبيق الشريعة أصبح قريباً. صورة مصر محزنة وماذا تغيّر في مصر بعد الثورة من وجهة نظرك؟ لم يتغير شيء، وصورة مصر أمامي محزنة، وأنا أبكي ليل نهار على مصر كنانة الله في أرضه لأنها باتت في الحضيض، بسبب الفقر وضعف الميزانية والإفلاس المالي وسقوط البورصة وحدوث انهيار في كل شيء تقريباً، وأسوأ ما فيها البلطجة التي أضاعت هيبة الدولة، والتي لا يمكن أن تنتهي إلا بتطبيق حد الحرابة. ولا أعتبر أن هناك جديداً في مصر بعد الثورة سوى بشارات بتطبيق الشريعة. ولماذا لم يتم إعلان حد الحرابة حتى الآن في مواجهة هذه البلطجة؟ لقد بلغني أنهم يقومون الآن في مجلس الشعب بإعداد القانون. الثوار والحكم لماذا أخرجت شباب الثورة الراحلين من عداد الشهداء؟ لأن الشهيد هو الذي خرج محارباً ضد عدو الله الكافر من أجل إعلاء كلمة « لا إله إلا الله «، وهؤلاء الثوار ما أرادوا أن تكون كلمة الله هي العليا، بل أعلنوا الثورة من أجل أشياء مادية: طعام، خبز، شقة، وظيفة، عمل، وفقط، حتى الإخوان المسلمين لم يرفعوا شعار «الإسلام هو الحل» منذ قيام الثورة وحتى اليوم. ماذا نطلق إذن على كل من قضوا في الثورة؟ هؤلاء نطلق عليهم مسمى « قتلى السلطان « لأنهم لا يدخلون في دائرة الشهداء الثابتين في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنهم شيوعيون وعلمانيون وليبراليون ومرتدون وملاحدة، خرجوا من أجل الشيطان لإعلاء شعاراتهم واتجاهاتهم وأفكارهم، وليس لإعلاء كلمة الله. وأكبر دليل على ما أقول ما حدث في ميدان التحرير من مهازل أخلاقية أثناء الثورة من تحرش جنسي وغيره، وأنا أملك ما يثبت ذلك بالصوت والصورة وقد قدمته للمحكمة. وهل من حق السلطان قتل هؤلاء الثوار؟ من حق السلطان أن يقتل من يخرج عليه بغير حق ولو قتل ربع الناس، وقتلى السلطان هؤلاء منتحرون لقوله تعالى»ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وقوله تعالى « ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما». الديمقراطية والمشير أنت تنادي بالدولة الدينية وغيرك ينادي بالمدنية .. هل ترى مصر مهيأة الآن لمثل هذا الخلاف؟ نعم الظروف مهيأة الآن، وأنا لم أتكلم عن دولة دينية، ولكني أطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية مثل دولة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة والتي كانت تضم مللاً أخرى غير ملة الإسلام من يهود ونصارى ومجوس ووثنيين، أى دولة تؤمن بالتعددية، ولكن الإسلام هو الحاكم، ولا يمنع ذلك أن يكون كلٌ في دينه حر. وماذا عن حكم الديمقراطية في مصر؟ أنا لا أؤمن بالديمقراطية، فالديمقراطية التي يطبقونها الآن تناهض الإسلام، وأنا غضبت من الإخوان المسلمين ومن الجماعة السلفية أنهم ضُحك عليهم ودخلوا اللعبة وبدأوا يعملوا بالديمقراطية التي هي الأغلبية بمعنى أن الذي انتخبهم هو « بيّاع الكوسة والطماطم « وليس أعيان البلد ووجهاؤها المعنيون بالتمييز والقياس، ولعبة الأغلبية هذه يسميها الغرب The Dirty game أو اللعبة القذرة، أما الإسلام فلا يرى سوى الشورى أى أهل نظر واجتهاد، وأهل حل وعقد. ما تقييمك لأداء المجلس العسكري، بعد عام وأكثر من قيام الثورة؟ المجلس العسكري غير مؤهل للسياسة، ولا شأن له بها، ومن ثم فلا يجب أن نحاسبه إلى أن يسلم السلطة لحاكم مدني وينتهى الأمر، بل ونشكره أنه لم يكن مثل جيش ليبيا أو سوريا أو اليمن. نعم يجب أن نشكره حتى ولو طمع في السلطة؟ لا، لا يجب أن يطمع العسكري في السلطة، نحن كرهنا حكم العسكر، فالعسكريون الأربعة الذين حكموا مصر، طرد أولهم وهو محمد نجيب، وهُزم ثانيهم وهو جمال عبد الناصر، وقُتل ثالثهم وهو السادات، والعسكري الرابع خُلع وهو مبارك، فلا نريد حكم العسكر. وماذا لو رشح المشير نفسه لمنصب الرئاسة؟ أحزن كثيراً لو حدث هذا، رغم أنني أعزه وأكرمه, لأنه عسكري ، ولو رغب في السلطة فسوف يحصل عليها !! كيف ترى أداء الإخوان المسلمين حتى الآن برلمانياً؟ لم يظهر منهم شيء حتى الآن، فلم نر لا قوانين ولا تعديلات ولا خلافه، حتى إنهم غير قادرين على أن يأتوا بالوزارة ليحاسبوها. ربما لأن البرلمان الحالي مقصوص الريش ومنزوع السلطات؟ نعم، برلمان مقصوص الريش ومنزوع السلطات، وأنا أرى أن البرلمان لم يحصل على السلطة حتى الآن، ولا يزال الحكم في يد الوزارة والمجلس الأعلى، وبالتالي فلا نستطيع أن نحاسبهم لأنهم أشبه بعصفور وضع مقيداً في قفص ثم طلب منه أن يغرد. هل لديك رؤية خاصة لمشكلات الدستور في مصر؟ أنا أملك دستوراً إسلامياً معداً وجاهزاً منذ أن تقدمت بحزبي « حزب الصحوة « ما بين عامى 1987/1988، ولكن المشكلة الحقيقية الآن أن العلمانيين يصرون على تطبيق وجهة نظرهم رغم أنهم قلة، بينما يهادنهم الإسلاميون محاولين التهدئة من أجل ألا تنشرخ العلاقة بين الجميع. سجناء طرة بم تفسر بطء التقاضي في محاكمات رموز النظام السابق؟ أنا في ساحات المحاكم منذ أربعين عاماً، ولا أشك في قضاء مصر، وكان لي قضية مؤخراً مع إحدى الصحفيات استمرت في المحاكم ثلاث سنوات حتى صدر الحكم، وهذه قضية فرد، فما بالك بقضايا لرموز نظام بأكمله، فلا يجب أن نتعجل أو نشك في قضاء مصر، بل ندع المحاكمات تأخذ وقتها حتى تستوي. في رأيك نأخذ أموال سجناء طرة ونسامحهم، أم نعاقبهم ونترك الأموال تضيع؟ نقبل منهم الأموال، ثم نعاقبهم، إلا مبارك، رغم أنه تعدى حدود الله وانتهكها !! لماذا استثنيت « مبارك «؟ لظروف سنه ومرضه وجسمه، وكما يقال « أكرموا عزيز قوم ذل «، كما أن له حسنات يجب أن نتذكرها عندما نحاكمه، ولا نريد أن نسنّ الانتقام ممن قدموا خيراً إذا اخطأوا، وأرى أن يعاقب مبارك ولكن في حدود. وماذا عن أولاده وأسرته؟ لا، هؤلاء جميعاً يجب أن يعاقبوا؛ زوجته وأولاده وعناصر نظامه هل ترى أن التوريث هو ما أوصل مبارك إلى ما هو فيه الآن؟ لا، ليس التوريث، وإنما سوء الحال إذن هي ثورة جياع؟ نعم، هي ثورة جياع وثورة محاريم وثورة متعطلين منصب الرئاسة كيف تنظر لعدد المتقدمين للترشح لمنصب الرئاسة في مصر؟ أعتبر هذا مهزلة تدعو للضحك، وأتعجب من هؤلاء الذين اعتبروا رئاسة مصر مجرد « كرسي»، وأذكرهم بأن هذه مصر المائة مليون، ومصر الدولة ذات المكانة والتاريخ، وبأن أبا ذر رضى الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم « ألا تستعملني يا رسول الله «قال له» يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها حسرة وندامة، فلا تسأل الإمارة»، والرسول يقول « إنا لا نولي هذا الأمر من يطلبه». فكيف بهؤلاء المتهاونين بمثل هذه المناصب!! لهذه الاعتبارات لم ترشح نفسك لهذا المنصب؟ نعم، فأنا رجل في آخر أيام عمري، ولأول مرة أصرّح بأنه جاءني اثنان من هيئة عامة أحدهما في ألمانيا والآخر في مصر، من أجل أن يأخذا موافقتي على تفعيل مثل هذا الترشيح، لكنني رفضت. من رئيس مصر القادم؟ ما زال في علم الغيب هل يحتل أحد المرشحين الآن مكان قريبة إلى قلبك؟ لا، كل واحد منهم عليه مآخذ تمنعني أن أزكيه ماذا عن القبطي لو ترشح للرئاسة في رأيك؟ لن ينتخبه أحد لماذا؟ لأن حسابات الأغلبية في مجلسى الشعب والشورى حسمت هذا الأمر. الإخوان والسلف بما أنك ذكرت أغلبية البرلمان، هل تتوقع صدام قادم بين الإخوان والسلفيين في ظل هذه الأغلبية؟ لا، ولكن أتوقع الوفاق انطلاقاً مما يحدث الآن، وقد توقعت سابقاً أن يحصلا معاً على نسبة 80% من المقاعد في المجلسين، وقد حدث، وكأني كنت أنطق عن الغيب، وهم إلى وفاق وليس العكس ولكنهما ينتهجان آليات مختلفة، ألا يؤدي ذلك إلى خلاف متوقع؟ الحقيقة أن الإخوان أكثر حزماً وخبرة ودراية من السلفيين الذين استيقظوا من النوم فوجدوا أنفسهم في البرلمان، فالإخوان يخوضون معارك طاحنة مع الحكومات منذ 1925 ودستور 1926، وبالتالي فهم يجيدون الإمساك ب « شعرة معاوية «، فيحرصون على وأد أية بوادر فرقة مع السلفيين، بل حتى مع الليبراليين والعلمانيين. لذا لا أتوقع خلافاً في المستقبل. واضح أنك قريب الصلة بالإخوان، رغم أنك ترفض المسميات الخاصة بجماعات التيار الديني عموماً .. أليس كذلك؟ بلى، لقد كنت إخوانياً حتى قبيل وفاة الشيخ حسن البنا، وقد ظللت معهم لمدة عام ثم تركت الجماعة، لكنني الآن مع كل المسلمين فأنا إخواني وجمعية شرعية وجمعية سلفية ومن أنصار السنة المحمدية وأتعامل مع الجميع على حد سواء دون محاباة لأحد على أحد، وأما المسميات فأتوقع أن تزول جميعها خلال عشر سنوات قادمة. في رأيك هل اختلف إخوان اليوم عن إخوان الأمس؟ إخوان اليوم سيزدادون توحشاً مع الاختلاط بالسلطة، وكلما تغلب التيار الإسلامي، كلما ازداد الإخوان توحشاً ومراساً وتعصباً لجماعتهم. وهل سيدفعهم هذا للاستئثار والظلم؟ لا أظن فيهم ذلك بعد أن وصلوا إلى الحكم بأسلوب رباني صحيح. ترى أنهم سيستطيعون التوازن بين الجماعة الدعوية والحزب الحكومي؟ الاثنان واحد، الجماعة كالحزب والحزب كالجماعة، والذي لا يعرفه الناس، أن الإخوان يبقون على الجماعة الدعوية لأنهم يملكون تنظيماً عالمياً أشد خفاءً وتعقيداً وصرامة من الماسونية، ولهم مؤتمرهم السنوي الذي يتجمعون فيه من كل أنحاء العالم. حتى أن التنظيم الإخواني وصل إلى ترينداد في البحر الكاريبي. هذا الامتداد يحسب لهم أم عليهم؟ والله حسب ما يريدون، وحسب النوايا، فإن كانت النوايا طيبة يحسب لهم، وإن كانت غير ذلك يحسب عليهم. الحسبة وحرية الإبداع كيف ترى حرية الإبداع في مصر بعد الثورة؟ ستكون منضبطة. وما ملامح هذا الانضباط ؟ عندما يقوم البرلمان بتشكيل حكومة، سوف نلمس التغيير ، وكل شيء في مصر سوف ينضبط بناء على أحكام الشريعة الإسلامية. الوسط الفني في مصر من ممثلين وكتاب سيناريست وموسيقيين وغيرهم قلقون بشأن مصادرة متوقعة لنشاطهم الإبداعي .. ماذا ترى؟ سوف يتم تعديل نشاطهم، وكفاهم مائة عام من نشر الفسق والفجور والبذاءة والعري والإسفاف والزنا باسم الفن. معنى هذا أنك تنتوي الاستمرار في رفع قضايا الحسبة ضد بعضهم؟ إذا قامت الحكومة الإسلامية الجديدة بمحاسبة المخالفين فلا دور لي، أما إذا لم تفعل، فسأستمر في رفع قضايا، وهناك بعض القضايا منظورة الآن، منها قضية زياد العليمي، ومنها قضية تمثيل رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة فنياً والتي ستنظر يوم الرابع من أبريل القادم في مجلس الدولة. وما رأيك في القضايا المقامة ضد فنانين بتهمة ازدراء الأديان كقضية الفنان عادل إمام مثلاً ؟ أنا لا أقوم برفع هذه النوعية من القضايا، ولم أطلع على تفاصيل هذه القضايا، وبالتالي لا أستطيع الحكم عليها. ولكن من يخطئ ويسيء إلى الناس لابد وأن يقدم للقانون. الربيع العربي والمنطقة. لماذا ترى أحداث الربيع العربي من صنع الأمريكان؟ هذه هي فوضى أمريكا الخلاقة، فوضى كوندوليزا رايس وكلينتون وغيرهما، فهناك ربيع جر الوبال والدمار، وهناك ربيع جر الكسب والربح، فربيع سوريا حريق، وربيع ليبيا منافع بترولية للغرب، وهكذا، ولم ينجح الربيع العربي سريعاً إلا في تونس ومصر. ولكن الحكام المخلوعين هم من صنعتهم أمريكا لأجل مصالحها، فكيف تساهم في إقصائهم؟ الحكام المخلوعون هؤلاء تسميهم أمريكا « عملاء فقدوا وجاهتهم» وبالتالي فهي ليست في حاجة لهم، ولا تتمسك بهم إذا تعارض ذلك مع مصلحتها. هل تلمح مباركة إيرانية للأحداث الدموية في سوريا؟ أحداث سوريا هي نشاط شيعي بالدرجة الأولى، لأن أصل النصيرية في مذهب بشار شيعية كافرة، وبالتالي إيران تريد أن تجعل لها قواعد في المنطقة لا للقضاء على إسرائيل ولكن لتطويق العالم العربي السني. وما رأيك في حيرة بعض الدول العربية بخصوص التعاون وعدم التعاون مع إيران؟ رأيي هو التصافي والتصالح معهم، مع أخذ الحيطة والحذر وما توقعاتك لأمريكا وإسرائيل في المنطقة؟ أمريكا انتهت، وأتوقع أن تصبح دويلات مثل روسيا في غضون خمس عشرة سنة، أما إسرائيل فأمرها محسوم في كتاب الله وكتب السنة. كيف نظرت لاغتيال القذافي؟ أنا قلت إنني ضد الخروج على الحاكم، وما حدث للقذافي هو نوع من التشفي، وهو غير جائز، ولذلك أطلب الرحمة بمبارك لأنها أقدار الله في النهاية. كيف ترى العلاقات المصرية السعودية حالياً؟ علاقات مصر والسعودية علاقات ذات خصوصية، لكنها علاقات مستورة، لا نعلم خباياها، ولا نستطيع أن نقول إنها على الحياد أو على وفاق أو يشوبها نوع من التجنب أو التنسيق الخفي؛ لأنها غير ظاهرة رغم كونها موجودة وقائمة. هل تتوقع أن يكون للمملكة العربية السعودية دور سياسي قوي خلال المرحلة القادمة؟ نعم، فالمملكة بعيدة كل البعد عن أية توترات مما يمكن أن تشهده المنطقة أو شهدته خلال أحداث الربيع العربي، وما ذلك إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن ثم، فسوف تكون هي النموذج المحتذى لدول المنطقة العربية التي تتجه بها الأحداث نحو الإسلام وشريعته.