لم يفتأ الاقتصاديون وغيرهم من ذوي التخصصات والخبرة من تشجيع الشباب لخوض درب التجارة وقرع أبواب العمل الحر، مدللين بندائهم تجارب الأوائل وشواهد التاريخ بل ونصوص الشرع وأحاديث السنة. حتى يتحقق ما صبا إليه الأوائل من رواد التنمية بهذا البلد، من دفع عجلة التجارة المباركة، ونشر تلك الثقافة بين الناس ، فإن المسؤولية هنا جماعية ولا يعفى منها بنظري مسؤول كبير، أو مواطن بسيط. تبدأ ثقافة التجارة والعمل الحر من المنزل والأسرة، فأي دعم مادي أو معنوي مبكر من الأسرة لأبنائها اليافعين قد يجنى ثمرته رزقا مباركا وعملا مربحا.كما أن للجامعات والمحاضن التعليمية دورا محوريا بذلك، ولو اكتفينا بوجود مراكز بالجامعات تبنى تلك الفكرة وتدعمها لكانت الفائدة بذلك كبيرة والمنفعة عظيمة. للبيئة أيضا تأثير كبير لكل من أراد العمل او عزم البدء، فالصديق الحميم كما أيضا الجار المصاحب والقريب، يشكلون في غالب الأحيان عقبة كؤودا مثبطة امام كل ذي همة، ولو تبدل التثبيط إلى تشجيع، ورافق ذلك دعم ومؤازرة، لكان الناتج أفضل والواقع أجمل. أن جل المؤشرات تبشر بمزيد من التنمية وفرص عديدة للاستثمار والتجارة، وذلك لمواطني ومقيمي ارض هذا البلد المعطاء.مما يزيد الموضوع تشجيعا ودفعا للأمام هو واقع المملكة العربية السعودية ومتانة اقتصادها، إذ أن جل المؤشرات تبشر بمزيد من التنمية وفرص عديدة للاستثمار والتجارة، وذلك لمواطني ومقيمي ارض هذا البلد المعطاء، كما أن أي إضافة في معدل الاستثمار الحكومي تشكل مباشرة زيادة في معدل الحراك التجاري وارتفاع لمعدلات الفائدة وإسراع في طريق النشاط الاقتصادي المثمر، الأمر الذي نأمل أن ينتهزه شباب هذا الوطن وابناءه لتبقى بذلك أموال هذا البلد ضمن حدوده بعد أن غردت خارج السرب سنين مديدة من حوالات العمالة الوافدة التي بلغت 910 مليار ريال في الفترة من 1975 إلى 2001م وبتقرير أخير بلغ متوسط التحويل الاجنبي 30 مليار ريال سنويا!. لتكتمل الحلقة وتتحصل المنفعة، فإنه لابد من متابعة التشجيع بتقيف وتوعية، ولعل ندائي هنا لكل من أراد البدأ او عزم التخطيط، أن يقدم الأناة على العجلة، والدراسة على العفوية، وأن يحتسب الخسائر قبل الأرباح، وان يضع المخاطر أولى أولياته وأهم اهتماماته، ولتكون البداية بمشروع يتقنه ويفهم خبايا عمله ولتُصرف الاذهان حاليا عن حلم التوسع وطموح الثروة، وليسبتدل ذلك بجد واجتهاد وحرص وانظباط، وأخيرا ليرجع بعد ذلك كله الحول والقوة لله وحده المتكفل بالرزق الموفق للعبد. 3zizm@ [email protected]