تمسّك السودان بحقه في التعويض عن الخسائر التي حدثت جراء الاعتداء على "هجليج ". وشدّد في بيان صادر من وزارة الخارجية على أن جنوب السودان لا تزال تردد تبعية "هجليج" لها في تحدٍّ واضح للمجتمع الدولي، لا سيما أن كل الوثائق تؤكد تبعية هجليج السودان بشهادة المجتمع الدولي وأن دولة الجنوب مصرّة على العدوان على السودان ما يشكّل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين. احتفالات واحتفل السودان باستعادته "بالقوة" منطقة هجليج المتنازع عليها التي اكدت دولة الجنوب ان قواتها ما زالت فيها بعد حديثها عن انسحاب طوعي وتدريجي تحت ضغط دولي. ومع الاعلان عن "تحرير" هجليج تدفق آلاف السودانيين الى مقر رئاسة اركان الجيش بينما اطلقت ابواق السيارات في العاصمة السودانية. وسار عشرات في الشوارع بينما استقل آخرون سيارات جابوا فيها العاصمة وهم يطلقون ابواقها في واحدة من اكبر تظاهرات الفرح في الخرطوم منذ سنوات. وقال الرئيس السوداني عمر البشير امام آلاف من انصاره "هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال"، مؤكدًا ان "الزحف لن يقف والحرب بدأت ولن تنتهي". في نيويورك، قال مندوب السودان في الاممالمتحدة ان قادة جنوب السودان يتصرّفون «بعقلية رجال العصابات». وصرّح دفع الله الحاج علي عثمان للصحافيين «لن نتعدّى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس وألا يكرروا مثل هذا الاعتداء». ضربناهم بقوة واضاف الرئيس السوداني الذي كان يرتدي البزة العسكرية لأنصاره امام مقر رئاسة اركان الجيش "ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة". وهتف الحشد وهو يلوّح بأعلام سودانية "الله اكبر" و"شعب واحد جيش واحد"، داعيًا الجيش الى التوجّه الى جوبا عاصمة جنوب السودان. وكان البشير هدّد الخميس بتلقين حكومة جنوب السودان درسًا "بالقوة" بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، مشككًا في احتمال اصدار الاممالمتحدة عقوبات ضد دولة جنوب السودان. واضاف امام هؤلاء المتطوعين الذين قاتلوا مع الجيش السوداني اثناء الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه من 1983 وحتى 2005 ان حكومة جنوب السودان "لا تفهم. هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الاخير وسنفهمهم بالقوة". واضاف ان "هجليج ليست النهاية بل البداية" في إشارة لمواصلة القتال ضد حكومة جنوب السودان بعد استعادة منطقة هجليج منها. عقلية عصابات وفي نيويورك، قال مندوب السودان في الاممالمتحدة ان قادة جنوب السودان يتصرفون "بعقلية رجال العصابات". وصرح دفع الله الحاج علي عثمان للصحافيين "لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس والا يكرروا مثل هذا الاعتداء". معارك وتحدث شهود عيان في بنتيو في جنوب السودان لوكالة فرانس برس عن معارك جرت صباح الجمعة في هجليج التي تبعد نحو ستين كلم عن مدينتهم، موضحين ان العديد من جنود جنوب السودان عادوا جرحى من الجبهة. أوباما يدعو للتفاوض من جهته، دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما الى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما. وقال اوباما في رسالة الى شعبي البلدين مسجلة على شريط فيديو "نعرف ما نحتاج إليه، على حكومة السودان وقف اعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي". واضاف "وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف اعمالها العسكرية عبر الحدود". وتابع الرئيس الامريكي "على رئيسي السودان وجنوب السودان التحلي بشجاعة العودة الى الطاولة للتفاوض وحل هذه المشاكل سلميًا". ويأتي هذا الاعلان في اجواء من التوتر الشديد بين السودان وجنوب السودان منذ ان استولت قوات جنوب السودان في العاشر من ابريل على منطقة هجليج الحدودية التي تضم حقلًا نفطيًا كبيرًا في ولاية جنوب كردفان.