اشرف الرؤساء الثلاثة لاكبر هيئات الدولة التونسية وجميعهم من المعارضين السابقين على افتتاح "الندوة الوطنية لاطلاق الحوار حول العدالة الانتقالية" امام ضحايا نظامي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي الذين يتطلعون الى اعادة الاعتبار. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي لدى افتتاح الندوة بحضور شخصيات من بينهم ممثل الاممالمتحدة ان "التونسيين ينتظرون نتائج ملموسة ولا يمكنهم الانتظار الى ما لا نهاية، يجب معالجة جراح الماضي وتضميدها". واوضح المرزوقي المعارض السابق لبن علي والذي عاش في المنفى بفرنسا عشر سنوات، انه يريد ان تكون "العدالة الانتقالية بعيدة عن الانتقام والتشفي". من جانبه قال رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ان "العدالة الانتقالية التي تهدف الى ارجاع الحقوق لاصحابها والتصدي لافلات المجرمين من العقاب تعد كذلك وسيلة من اجل بناء نظام جديد وتحقيق الانتقال الديمقراطي وترسيخ اسس الديمقراطية وحقوق الانسان". واضاف انه "يتفهم الانتقادات الصادرة خاصة عن المتضريين بشأن تأخر مسار العدالة الانتقالية". اما رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي قضى 15 سنة في السجن معظمها في عزلة بزنزانات بن علي، فدعا الى "اعادة الاعتبار" الى المعارضين الاسلاميين الذين قمعوا بشدة طيلة عقود. وقال ان "الذاكرة الوطنية يجب ان تستذكر التضحيات التي قدموها" من اجل البلاد. وتجاوب نعومي عبدالدايم مسؤول الجمعية الدولية لدعم المساجين السياسيين التي تمثل نحو ثلاثين الف ضحية لنظامي بورقيبة وبن علي، مع تلك العبارة مؤكدا «يجب ان يكون الضحايا في قلب العملية». واضاف عبدالدايم الذي تقاسم الزنزانة التي سجن فيها وزير حقوق الانسان الحالي سمير ديلو "انتهكنا في اجسادنا وافكارنا وعائلاتنا" متحدثا عن زوجته وابنائه الذين حرموا من زوج واب طيلة ثماني سنوات. من جانبه اكد محمد البو عبد اللي مؤسس هيئات جامعية ومدرسية خاصة اغلقتها زوجة بن علي لفرانس برس "المصالحة نعم، لكن الذين قتلوا وعذبوا يجب ان يحاكموا". واضاف "وكذلك الذين نهبوا البلاد ولم يدفعوا ضرائبهم فليعوضوا! ان تونس بحاجة الى المال في الوقت الراهن".