لا ضير في أن نناقش في مجالسنا أمورنا الداخلية مثل أوضاع الطلبة في جامعاتنا لكن ينبغي للنقاش أن يكون ضمن إطار نتفق على ألا نتجاوزه و قبل أن نتفق على الإطار دعوني أسألكم سؤالاً محددا ، أقول: هل يَقبل الشعب البريطاني بأي تصرُفٍ من أي فئة من الشعب يُمكن أن يعطي إشارة خاطئة إلى الأعداء بأن الشعب مُتفكك ولا يُساند حكومته ولا يدين بالولاء لِملكتهِ ؟؟ أقول لكم: لا وألف لا، فلقد رَأيتُ حَتى رُؤساء المعارضةِ لديهم مُتحدين يداً بيد خلف الحكومة أثناء أزمة احتلال الكويت وكانوا حريصين كل الحرص على ألا تصدر منهم أو من أتباعهم من الشعب إشارة خاطئة تعطي انطباعا بأنهم لا يقفون خلف قرار قيادتهم وخلف وطنهم فلماذا نرى البعض لدينا ونحن في زمن الفتن يُعلّل ويُبرر بأن تصرُفات – ولا أقول مطالب - الطلبة المحتجين صَائبة!! قد يقول قائل: لماذا تسُوق بريطانيا كمِثال؟؟ أقول: لأن البعض يُريد ديمقراطية الدول المتقدمة لكن هؤلاء البعض نسَوا أو تناسَوا أن ديمقراطيتهم هي ديمقراطية ناضجة لها مئات السنين ومرت بالعديد من التجارب ، ثم يرد عليّ البعض بأننا نريد أن نبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون ، أقول لهم: هذا صحيح في مجالات عديدة لكن ليس في بناء الديمقراطية الصحيحة فهذه تحتاج إلى ثقافة تنمو مع الأجيال ولا تأتي بين ليْلةٍ وضحَاها وكلما كانت متأنية وعلى مراحل كانت ناضجة وناجحة. لذلك ولغير ذلك مما يصعب حصره يجب أن نتفق قبل أي نقاش بأن تكون عقيدتنا الإسلامية ثم طاعتنا لقيادتنا ولولاة أمورنا خارج إطار النقاش فهي مُسَلّمَات يجب ألا تُمسَّ لنحافظ على مكتسباتنا ونصون وطننا. تلك واحدة، أما سؤالي الثاني فهو :هل للفتن ألوان مثل الأحمر أو الأخضر لكي نحذرها أم أنها تبدأ من صغير الشرر؟؟ فوالله الذي لا إله إلا هو لو شعرَ وأحَسَّ البعض بما يحدث في زمن الفتن لرأيت الذي يُعلل ويُبرر هو أول من ينادي بالضرب بيد من حديد خشية انفلات الأمور, لقد كنت في شهر شعبان الماضي في مهمة رسمية لأحد الدول المجاورة التي تعصف بها الفتن وكنت حبيس الفندق لمدة أسبوعين وكنت لا أتحرك من الخوف إلا في سيارة السفارة وكنت أرى المضاربات في كل شارع بين فئات الشعب المختلفة بل شهدت مضاربة سالت فيها الدماء في أحد الشوارع بين النساء والرجال فلقد طغت الفوضى محل النظام ومبدأ القوة محل العدل وأصبح قويّهم يعتدي على ضعيفهم ولقد اسْتغل انعِدام الأمن ضعفاءُ النفوس من اللصوص والمجرمين في نهب مقدرات وثروات شعبهم ووطنهم فهل نريد لوطننا ذلك؟ !! في سفري أفرح عندما أصل إلى مطارات بلدي لكن في تلك الرحلة كم كانت فرحتي غامرة وأنا أصعد سُلم الطائرة السعودية بل لولا الحياء لقبّلتُ قائد الطائرة ومساعده من شدة فرحي وأنا أعود إلى بلدي بلد الخير و الأمن والأمان. لماذا لا نحكي لأبنائنا الطلبة المحتجين إن بعض ضعاف النفوس قبل عشرين عاماً استغلوا انشغال الدولة في دحرها للعدوان العراقي عن بلدنا وعن الكويت وقاموا بالسلب والنهب في طرقنا البرية فقامت حكومتنا بإنشاء قوة أمن الطرق لحفظ الأمن وضربت بيد من حديد و ساد النظام لتحفظ للمواطن نفسه وماله وعرضه ، لذلك ولغير ذلك مما يصعب حصره يجب أن نتفق قبل أي نقاش بأن تكون عقيدتنا الإسلامية ثم طاعتنا لقيادتنا ولولاة أمورنا خارج إطار النقاش فهي مُسَلّمَات يجب ألا تُمسَّ لنحافظ على مكتسباتنا ونصون وطننا. نريد من الآباء والأمهات و المربين وأصحاب الفكر و القلم أن يَصْدَعوا بكلمة الحق فلقد عاشوا وسمعوا عن الماضي بقسوته وشهدوا الحاضر الجميل بتفاؤله. فيا شبابنا ويا أمل مستقبلنا ، نناشدكم ألا تنقضوا عُرى إسلامنا ولا تكونوا كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ((كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا )). استشاري أمراض الكلى- ماجستير إدارة صحية