تواجه الاقتصاديات الغربية مخاطر حقيقية تهدد مصارفها التي تتعرض لاستنزاف واسع النظاق في أصولها وموجوداتها النقدية أدت إلى سلسلة من إعلانات الإفلاس التي طالت أشهر البنوك، وتعاني في الفترة الحالية بنوك الاتحاد الأوروبي من هذا الخطر، إلى حد اقترح فيه مفوض السوق الداخلية ميشال بارنييه توحيد التشريعات الأوروبية في مجال حماية المدخرين في حال إفلاس البنوك حتى يتمكن هؤلاء من استرداد أموالهم في ظرف لا يتجاوز الأسبوع، مؤكدا الحاجة لتعزيز نظام تعويض المستثمرين الصغار. وقال بارنييه: « نحن لا نرغب وقوع قضايا مادوف جديدة في أوروبا حتى نقوم بحماية أفضل للمستثمرين» واقترح الرفع من مستوى الضمان إلى مائة ألف يورو لكل مدخر والرفع من مستوى التعويض إلى خمسين ألف يورو لكل مستثمر صغير. ووجدت الاقتراحات البلجيكية استحسان المكتب الأوروبي لاتحادات المستهلكين الذي اعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى الحاجة الماسة لاتخاذ خطوات إضافية للرد على حاجات المستهلكين الأوروبيين. وكان مسلسل انهيارات المصارف الغربية بدأ من الولاياتالأمريكية حينما أشهر مصرف «ليمان براذرز»، رابع أكبر بنك بالولاياتالمتحدة، إفلاسه عقب فشل الجهود المبذولة لإنقاذه، وقدم البنك اليوم إشهار إفلاسه إلى محكمة الإفلاس لمنطقة جنوبنيويورك. وليمان براذرز هو بنك تم تأسيسه في ألاباما، الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1850 على يد ثلاثة أخوة يهود من تجار القطن، ليكون مؤسسة خدمات مالية دولية، وأعلن إفلاسه في 14 سبتمبر 2008 بسبب الخسارة التي حدثت في سوق الرهن العقاري، وكان لإفلاس البنك تأثيرات سلبية على الكثير من أسواق العالم. وبرر البنك في بيان سعيه لهذه الخطوة بالمحافظة على أكبر حد ممكن من قيمته وحماية أصوله. ورفض وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون في تلك المحادثات أي مساعدات حكومية للبنك الذي بحث عن مشتر بعدما انخفضت قيمة أسهمه بنسبة 94 بالمائة منذ بداية العام الحالي في الوقت الذي عصفت فيه أزمة الائتمان بالقطاع المالي الأميركي. وتكبد ليمان براذرز خسائر تقدر بمليارات الدولارات بسبب استثماراته في سوق الرهن العقاري الأميركي. ولحقت الخسائر أيضا ببنك «ميد سيتي» في أوماها بولاية نبراسكا، وبنك «صن فيرست» في سانت جورج في أوتواه، ليصل بذلك عدد البنوك التي تم إغلاقها في الولاياتالمتحدة خلال العام 2011 إلى نحو 90 بنكاً. وتبلغ الأصول المجمعة للبنكين 304.2 مليون دولار، مقابل ودائع قدرها 274.6 مليون دولار، ويبدو أن وتيرة معدلات الإفلاس في تزايد، وبعض التقديرات كانت تشير إلى أن العدد قد يصل إلى 500 بنك، ولكن ذلك غير مستغرب إذ حدث في العام 1989 أن بلغ عدد البنوك التي أفلست في أمريكا في عام واحد فقط هو 534 بنكا. وبالنسبة للبنوك المضطربة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تعيش أوضاعا مالية غير مستقرة فهناك نحو 871 بنكا، تعتبر الأكثر عرضة لأن تواجه مخاطر الإفلاس، فيما تشير التقديرات إلى أن إجمالي أصول هذه البنوك يبلغ حوالي 402 مليار دولار.