دكار - ا ف ب - ادلى الناخبون في السنغال بأصواتهم امس، في انتخابات رئاسية رافقتها أجواء من التوتر المتصاعد منذ اعلان الرئيس عبد الله واد (85 سنة) ترشحه لولاية ثالثة، فيما دعت المعارضة الى اقتراع جديد من دونه إذا أعيد انتخابه. واثار التوتر السياسي في هذا البلد، الذي كان يعد نموذجاً في الديموقراطية في منطقة غرب افريقيا غير المستقرة، مخاوف على الاستقرار. واقترح الرئيس النيجيري السابق اولوسيغون اوباسانجو، رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي في السنغال، «تجنب الفوضى» عبر تحديد ولاية واد الذي يحكم منذ 12 سنة، بسنتين اذا أعيد انتخابه، لكن المعارضة رفضت هذه التسوية. وسقط بين ستة قتلى و15 قتيلاً خلال شهر واحد في تظاهرات معظمها محظور، طالبت بسحب ترشيح واد وقمعتها السلطات بشدة. ودعي 5.3 ملايين ناخب الى التصويت في الدورة الاولى من انتخابات تعد الأكثر اضطراباً في تاريخ السنغال بعد أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتلى. وفتحت مراكز التصويت البالغ عددها 11 ألفا و900 أبوابها، فيما شوهد مئات الاشخاص ينتظرون ليتمكنوا من التصويت قبل فتح المراكز. ويخوض الانتخابات الى جانب الرئيس 13 مرشحاً بينهم ثلاثة رؤساء وزراء سابقين هم مصطفى نياس وادريسا سيك وماكي سال، وزعيم الحزب الاشتراكي عثمان تانور ديينغ. واقترحت حركة «23 يونيو» السبت تنظيم انتخابات رئاسية جديدة «خلال مهلة تراوح بين ستة وتسعة اشهر»، على ان يتعهد الرئيس واد «بعدم الترشح لها». وفي مدرسة في حي دركيلي الشعبي في دكار، قال تاجر شاب في العشرين من العمر: «جئت لأدلي بصوتي وأعود بسرعة الى المنزل، وآمل ألاّ تحدث اضطرابات». وأكد سائق سيارة أجرة: «جئت لأصوت وأرحل وآمل ألاّ تحدث مشاكل». وفي مركز بيرت موبير في حي بلاتو وسط المدينة، اصطف حوالى مئة شخص قبل بدء التصويت. وأكد شاب آخر انه صوت لماكي سالي وقال: «كل شىء جرى على ما يرام». وأضاف ان سالي رئيس الوزراء السابق ومرشح المعارضة: «سيفوز من دون أي مشكلة وهو رجل كريم وجدّي. واد طاعن في السن، لقد قام بعمل جيد لكن عليه ان يترك المكان لغيره الآن». ولم يخف رجل في الخمسين من العمر تعاطفه مع رئيس الدولة. وقال: «كل شىء يسير كما هو متوقع. الرئيس واد سينتخب من الدورة الاولى. انا واثق من ذلك وآمل ان يتحقق الامر». ورأى ان «التظاهرات ضد ترشحه ليست سوى ألاعيب سياسية». وبدت التعبئة واسعة في انحاء السنغال باستثناء منطقة كازامانس حيث لم تكن مراكز الاقتراع فتحت ابواها قبل الظهر بسبب تهديدات المتمردين، كما ذكر قرويون في منطقة بينيونا. وتشهد كازامانس تمرداً انفصالياً مستمراً منذ ثلاثين سنة. ويتنافس 13 مرشحاً على رأسهم الرئيس المنتهية ولايته في الاقتراع. لكن واد يواجه ثلاثة مرشحين رئيسيين هم رؤساء حكومات سابقة في عهده، الى زعيم الحزب الاشتراكي الذي قاد لأربعين سنة السنغال التي تعد واحدة من الدول الافريقية النادرة التي لم تشهد اي انقلاب منذ استقلالها سنة 1960 . واختتمت حملة الانتخابات الرئاسية بتظاهرات وتجمعات. ودعا المجتمع الدولي كل الأطراف الى المشاركة في اقتراع حر ومن دون اعمال عنف. وتحدثت حركة «23 يونيو» التي تضم المعارضة والمجتمع المدني، السبت عن تجاوزات وعن انعدام الامن، معتبرة ان من المستحيل ضمان الشفافية وحرية التعبير في مثل هذه الأجواء.