أوضح المخرج العماني أحمد معروف أن بداية المسرح العماني الحقيقية انطلقت من المدارس السعيدية الثلاث التي كانت متواجدة في السلطنة قبل عام 1970، حيث قدمت أول عروض مسرحية في السلطنة. معروف والظافر أثناء المحاضرة (اليوم) وقال معروف إن تلك المدارس شهدت ممارسة النشاط المسرحي لأول مرة في عمان، وإن كان من الصعوبة معرفة متى كان أول نشاط تمثيلي في السلطنة. جاء ذلك خلال محاضرة فكرية أقيمت ضمن مهرجان مسرح الدمام للعروض المسرحية القصيرة قدمها معروف وأدارها ناصر الظافر، بعنوان «المسرح الخليجي.. المسرح العماني نموذجا».وقال معروف: في الخمسينيات، كانت السلطنة تعيش في غياب شبه كامل لكل أنواع الترفيه والمتنزهات، حين دخل الفن المسرحي واقتحم العاصمة مسقط. وظل تواجد الفن المسرحي متواضعا جدا حتى أوائل السبعينات. وابتدأت من المسرح المدرسي قبل وبعد عصر النهضة، مرورا بمسرح الأندية ومسرح الشباب، وتقديم أول نشاط تمثيلي في المدارس السعيدية الثلاث. وأضاف أن فكرة التمثيل في المدارس السعيدية انبثقت نتيجة لسبب مباشر هو وجود مدرسين عرب يدرسون في هذه المدارس. وتابع معروف: لم يتخرج من المسرح المدرسي حتى المرحلة الحالية كوادر مسرحية جيدة التأهل للعمل في الأندية أو مسارح الشباب كما كان متوقعا منه.وقال إن النشاط المسرحي في النادي الأهلي توقف عام 1976، وصدم ذلك كثيرا من محبي المسرح، فكان لا بد من تدخل وزارة الإعلام، وهي المسؤولة عن نشاط الأندية والشباب، فقررت تأسيس الفرقة المسرحية العمانية للشباب عام 1980، بعد أن استعانت بجهود المخرج المصري مصطفى حشيش. وعن الصعوبات التي واجهت المسرح العماني: لم تكن هناك قاعة خاصة للتدريب المسرحي لأعضاء فرقة مسرح الشباب، ولكن بمعاونة الوزارة تمت الاستعانة بصالة أحد الأندية للتدريب عليها، وجرى استئجار مسرح أحد الفنادق. وأوضح أن مسرح الشباب قدم مسرحية «عيال النواخذة» عام 1981، وهي مأخوذة عن مسرحية «عيلة الدوغري» للكاتب المصري نعمان عاشور، وعمد المخرج عبد الكريم جواد هذه المسرحية، وقدمت في العيد الوطني ال15.وختم المخرج العماني ورقته بالحديث عن الفرق التي أسستها وزارة التربية والتعليم والشباب سابقا، والهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية حاليا في المناطق، ما ساهم في إيجاد مخرجين جامعيين في كل منطقة ليقوموا بإخراج النصوص المسرحية التي يعدها أيضا شباب المنطقة أو أعضاء الفرقة.وأوضح أن هذه الفرق الأهلية قدمت عروضا بسيطة ومازالت في بداية مشوارها، إلا أن هذا لا يعني أن نكون قاسين في نقدنا تجاهها لأن شباب هذه الفرق لازال لديهم حماس ورغبة في تقديم عروض مسرحية جيدة وناجحة. وبعد أن أنهى معروف ورقته، فتح مدير المحاضرة ناصر الظافر باب التعليق والمداخلات، التي تركز معظمها على مسرحية «رجل بثياب امرأة» التي عرضت قبل المحاضرة، مبتعداً عما طرحه معروف.