بدأت أمس السبت رسمياً، مرحلة تلقي طلبات الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، وسط توقعات بزيادة عدد المرشحين المحتملين إلى قرابة 100 مرشح، يسود غموض كبير بشأن المرشح الأوفر حظاً من حيث التوافق عليه أو من حيث الإجماع الشعبي. وخلال 30 يوماً، تنتهي في 8 أبريل المقبل، تبدأ اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية برئاسة المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا استقبال أوراق الترشيح في مقرها الجديد الكائن 50 شارع العروبة بحي مصر الجديدة، والقريب جداً من مقر الرئيس السابق حسني مبارك. وفي اليوم الأول لتلقي الطلبات، بدا المشهد ضبابياً للغاية، ما جعل التنبؤ بمن يجلس على عرش مصر صعباً للغاية وسط انتشار مكثف للأقاويل والتسريبات التي لا تنتهي .. كذلك مفاجآت اللحظة الأخيرة التي قد تنسف كل ترتيبات أو احتمالات وتربيطات لن تغيب بالتأكيد عن المشهد السياسي القائم والقاتم معاً. انقلاب «الوفد» بداية التضارب، جاءت من حزب الوفد، الذي أعلن صراحة عقب اجتماع عاصف لهيئته العليا (حضره 33 عضوا من أصل 63) دعمه لرئيس المجلس الاستشاري منصور حسن، وفاضل الحاضرون ما بين حسن وعمرو موسى، الذي خسر التصويت، ثم بعد أقل من 48 ساعة، انقلب المشهد، ليعلن رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي إنه قرر إعادة طرح قرار دعم الحزب لحسن فى الانتخابات الرئاسية للتصويت مرة أخرى فى اجتماع الهيئة العليا وكذلك فى اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب باعتبارهما ممثلين للجمعية العمومية للحزب. ورغم أن مصدراً من داخل الحزب قال ل(اليوم) إن قرار البدوي جاء رضوخاً لاعتصام مفتوح نفذه عدد من شباب الحزب منذ الخميس، اعتراضا على القرار, إلا أن تكهنات تشير إلى حدوث انقلاب تكتيكي، ربما يكون بموجب صفقة «مضادة» ينفذها الحزب، بموجب تحركات سيادية قد تصبّ إما لتجديد التأييد لمنصور حسن، أو لدعم مرشح آخر، يُقال إنه ربما يكون الحصان الأسود الجديد الذي ينتظره الجميع الآن، وتحتفظ (اليوم) باسمه حتى التأكد من صدقية التحركات المحمومة حالياً. ترشيح أبو الفتوح بحسب وصف القيادي السابق بالإخوان الدكتور محمد حبيب أحدث زلزالاً داخل الجماعة، ومع أن التكهنات السياسية تشير لوجود صفقة سرّية مع المجلس العسكري، رغم نفي «الإخوان» المتكرر، وقولهم إن الجماعة «ستحدد موقفها على ضوء قياس مختلف اتجاهات الشارع المصرى حول المرشحين. مفاجأة سليمان رغم تأكيدات بعدم ترشحه، لا يزال الغموض يضرب معسكر نائب الرئيس السابق عمر سليمان، الذي سبق أن قالت مصادر إن المجلس العسكري «نصحه» بعدم الترشح، إلا أن مقربين من حملته الرئاسية، أشاروا لتوقعات بان سليمان سوف يخوض سباق الرئاسة مع اثنين من المساعدين سوف يعلن عنهم بعد أيام، وأن «سليمان» ربما يعلن ذلك رسمياً خلال ساعات. وفي تطور ذي مغزى، قامت حملة سليمان الانتخابية، الليلة قبل الماضية، بإعلان ترشحه في مؤتمر صحفي عقد بأحد فنادق مصر الجديدة، ووفقاً لمعلومات تسربت فإن عددا من المرشحين المفترضين ينتظر أن يعقدوا تباعاً سلسلة من المؤتمرات الصحفية ويعلنوا خلالها التنازل من الترشح لصالح سليمان، وأفصحوا أن من بين المتنازلين الفريق أحمد شفيق نفسه. وبرز اسم سليمان في الساعات ال48 الأخيرة، عقب إعلان وفود من 11 محافظة (الشرقية والغربية وكفر الشيخ وقنا والأقصر وسوهاج والمنيا وأسيوط ودمياط والإسكندرية والدقهلية) تأييدها له، الليلة قبل الماضية، خلال المؤتمر الأول لدعم سليمان رسمياً. كما علمت (اليوم) من شخصيات وثيقة الصلة، أن نقاشاً يجري داخل أعضاء المجلس العسكري، لترجيح تأييد المجلس لسليمان، باعتباره ابن المؤسسة العسكرية، وأن ضوءاً أخضر مرتقباً ينتظر لإعلان ذلك بشكل واضح. ارتباك «الإخوان» أما داخل جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، فلا يزال التردد قائماً حول حسم التأييد، في ظل حالة الارتباك السائدة بين شباب الإخوان وقياداتها التاريخية. ورغم أن المتحدث الرسمي باسم الجماعة، الدكتور محمود غزلان قال، إن مساندة الحزب للمرشح الرئاسي لن يعلن الا بعد إغلاق باب الترشح، نافياً ما قيل عن دعم الحزب للمرشح منصور حسن ومشيراً إلى «معايير محددة»، إلا أن مصادر من داخل «الإخوان» كشفت عن تكليف فريق مشترك من الجماعة وحزب الحرية والعدالة يضم أعضاء بارزين فى البرلمان، فى مقدمتهم الدكتور أسامة ياسين، رئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب، والدكتور ياسر على وآخرين, للتحرك السريع والمبكر لاحتواء أية انشقاقات محتملة فى صفوف الجماعة، عقب ما تردد عن تأييدها ترشح منضور حسن، خاصة وأن شباب الجماعة أعلنوا تأييدهم الصريح للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الذي سبق أن انشق على الجماعة لتعارض آرائه مع أبرز قيادييها ومنهم الرجل الحديدي فيها المهندس خيرت الشاطر. ترشيح أبو الفتوح بحسب وصف القيادي السابق بالإخوان الدكتور محمد حبيب أحدث زلزالاً داخل الجماعة، ومع أن التكهنات السياسية تشير لوجود صفقة سرّية مع المجلس العسكري، رغم نفي «الإخوان» المتكرر، وقولهم إن الجماعة «ستحدد موقفها على ضوء قياس مختلف اتجاهات الشارع المصرى حول المرشحين، لكن منصور حسن هو الأقرب إلى تأييدها».. إلا أن ذلك, وبحسب حبيب أيضاً لا يلغي إمكانية الصفقة، حيث يرى أن «الإخوان» والمجلس العسكري «كل منهما في احتياج للآخر» حيث إن المسألة مرتبطة على مستوى مصر المحلى أو الدولي للوصول الى التوافق على مرشح واحد يرضى كلا الطرفين. فيما تتعالى أصوات تدعو لإجراء انتخابات داخل الإخوان لحسم المرشح المفضل، وعدم احتكار قيادات الجماعة لذلك، ومن ابرز الداعين لذلك المهندس حسن البشبيشى، عضو الأمانة العامة للحزب، والقيادى بالجماعة. الترشح واصطف طابور من المرشحين المحتملين أمام مقر اللجنة بضاحية مصر الجديدةبالقاهرة في وقت مبكر من صباح امس للحصول على الاوراق المطلوبة لاتمام الترشح. ووصل الى مقر اللجنة بعد فتح أبوابها بقليل رئيس مجلس الوزراء الاسبق أحمد شفيق. وقال للصحفيين بعد حصوله على أوراق الترشح: أول قرار سأتخذه اذا فزت بالرئاسة هو تفعيل الامن في الطريق العام فورا وتدارك الوضع الاقتصادي فورا والبدء في مشروع استثماري هائل لايجاد فرص عمل للشباب. وقال أحد الساعين للترشح للرئاسة الشيخ عبدالباسط محمد سليمان وهو من مدينة السويس شرقي القاهرة : هدفي من الترشح تطبيق شرع الله عز وجل وبرنامجي يقوم على الحكم بالعدل. ووسط مخاوف من هيمنة الاسلاميين على الحياة السياسية قالت جماعة الاخوان المسلمين التي لها أكبر كتلتين بمجلسي الشعب والشورى انها لن تتقدم بمرشح منها لانتخابات الرئاسة لكنها قالت انها ستؤيد مرشحا ذا خلفية اسلامية الامر الذي يفسر بأنها لن تؤيد علمانيا أو مسيحيا. وقال محمد حسين البطل وهو من مدينة المنصورة في دلتا النيل ويعمل محاميا للحكومة الشروط لترشح المستقلين صعبة ولكن ليست مستحيلة.