كشف رئيس المجلس الاستشاري المعاون للمجلس العسكري الحاكم في مصر منصور حسن أمس عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقررة في ايار (مايو) المقبل، فيما كشفت ل «الحياة» مصادر قيادية في «الإخوان المسلمين» أن «الجماعة تتجه نحو دعم حسن»، ما يحسم تكهنات استمرت طويلاً بتوافق الجماعة والعسكر على ترشيحه. ومع اقتراب موعد فتح باب الترشح السبت المقبل، احتدمت المنافسة وأعلن لاعبون جدد دخول السباق كان آخرهم حسن (75 عاماً) الذي شغل منصب وزير الإعلام في عهد الرئيس الراحل أنور السادات واختاره المجلس العسكري لرئاسة المجلس الاستشاري بعد الثورة. ويفترض أن يكن حسن أعلن في مؤتمر صحافي عقد مساء أمس تفاصيل قرار الترشح وبرنامجه الانتخابي، بحسب تصريحات مقتضبة له نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية. وغاب حسن عن المسرح السياسي منذ تولي مبارك مقاليد الحكم بسبب خلافات حادة بينهما في السنوات الأخيرة لحكم السادات على خلفية تداخل الاختصاصات بينهما، إذ كان حسن وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية بينما كان مبارك نائباً للرئيس. وكشف ل «الحياة» قيادي في «الاخوان» أن الجماعة صاحبة الأكثرية النيابية «تتجه نحو دعم حسن الذي يحظى بثقة المجلس العسكري»، مشيراً إلى «موقفه المتوازن». وقال إن اتصالات أُجريت بين الجانبين قبل إعلان حسن ترشحه رسمياً. ويتوقع أن يفجر كشف «الإخوان» نيتهم دعم حسن العلاقة بين شباب الجماعة وشيوخها. وقال القيادي إن «هناك جناحاً داخل الجماعة يرفض طرح منصور حسن على اعتبار أنه غير مؤهل لهذه المسؤولية إضافة إلى كبر سنه، وأنه مرفوض من شباب الإخوان» القريب من عبدالمنعم أبو الفتوح الذي كانت الجماعة أقالته لمخالفته قراراها بعدم طرح مرشح للرئاسة. وأشار إلى أن «هذا الجناح يرغب في تقديم الإخوان مرشحاً يضالع ابو الفتوح». من جانبه، قال الناطق باسم حزب «النور» السلفي نادر بكار إن حزبه يعكف حالياً على اختيار مرشح الرئاسة الذي سيدعمه في الانتخابات، لافتاً إلى «اجتماعات مع مرشحي الرئاسة للوقوف على برامجهم الانتخابية ومناقشتهم فيها بعيداً من وسائل الإعلام»، مؤكداً أن «اختيار المرشح سيكون بناء على أسباب مقنعة سيتم إعلانها». ويأتي ذلك في وقت قال عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عصام شيحة إن أحد أعضاء الحزب البارزين سيعلن ترشحه للرئاسة «خلال ساعات». وكان رئيس «الوفد» السيد البدوي أعرب عن رغبته في ترشح منصور حسن للرئاسة، قبل ان تخرج تسريبات عن دعم الحزب لعمرو موسى. وأفيد أن جدالاً واسعاً دار داخل «الوفد» الذي حل ثالثاً في البرلمان في شأن تحديد المرشح الرئاسي الذي سيدعمه الحزب. وعُلم ان المسألة ستطرح على اجتماع للهيئة العليا ل «الوفد» يفترض أن يكون عقد مساء أمس. وقال شيحة ل «الحياة» إن «الوفد كان سمح لمن يرغب من أعضائه الترشح، وأحد قيادات الوفد البارزين كشف نيته الترشح، ما يحظر على الحزب دعم مرشح من خارجه». ولفت إلى أن البدوي أعلن أنه سيدعم حسن في حال ترشحه وبعدها أعلن دعمه لموسى، «رغم أن الوفد كان قرر في وقت سابق عدم إعلان مرشحه قبل اغلاق باب الترشح» الشهر المقبل. في غضون ذلك، عقدت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية اجتماعاً أمس قبل بدء الإجراءات الفعلية لفتح باب الترشح. ومن المقرر أن تعلن اللجنة اليوم إجراءات الانتخابات وتسليم نماذج الترشيح، واجراءات تقديم أوراق الترشح.