تحتل المملكة مكانة مرموقة ومتميزة في العالم بما تحتضنه وتمثله وتجسده على المستويات العربية والإسلامية والدولية من مقدسات ورموز الحضارة والتاريخ إلى جانب عناصر الاقتصاد المزدهر، وبما حققته من منجزات في مسيرتها النهضوية التنموية الشاملة لمختلف مجالات الحياة الحديثة على صعيد الإنسان والعمران، في تناسق وتناغم بين معطيات التكنولوجيا المتطورة والقيم الروحية والتراثية والاجتماعية الأصيلة. ولقد غدا التعريف بالمملكة في واقعها المشرق الحاضر وتقديمها في صورتها الحقيقيّة الزاهيّة إلى الأوساط العلمّية والإعلاميّة واجباً وطنياً بقدر ما هو ضرورة علمّية موضوعية، ومن هذا المنطلق أسست مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض لهذا المشروع الوطني الضخم والذي يعدّ تسجيلاً لحركة التطوّر في جميع المجالات عن المملكة أرض التاريخ والمقدسات والتي تشهد تجربة بناء رائدة. ويتكون المشروع من سبعة عشر مجلداً باللغة العربية والإنجليزية بواقع «900 1000»صفحة لكل مجلد، ونسخة إلكترونية من المجلدين على الأقراص المرنة، ويضم كل مجلد معلومات عن الآثار والمواقع التاريخية والجغرافية والثروات الطبيعية والزراعية والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد والتاريخ القديم والحديث والمرافق العامة والخدمات والنهضة الحضارية والإنجازات العمرانية والتعليمية والثقافية والصحية والصناعية والطرق والمواصلات والتجارة والاقتصاد، مدعمة بالصور والخرائط التوضيحية والإحصاءات الحديثة وتحدث المعلومات كل خمس سنوات. إن العمل في إعداد هذا المشروع الوطني الثقافي الإعلامي التوثيقي الرائد، قد بدأ على قدم وساق، ثمّ وضع المخطط الهيكلي العام ل»موسوعة المملكة العربية السعودية» والمعايير والضوابط العلمية لها، وتم تشكيل اللجان المتخصّصة وفرق الباحثين والمؤلفين والكتّاب من مختلف التخصّصات المطلوبة، وفق أرقى المعايير العلمية والمستويات الأكاديمية والخبرات الميدانية وأدقها.