جدّدت المملكة نداءها إلى المجتمع الدولي بضرورة أن ينحاز العالم إلى ضمير الإنسان وأن يتخذ قرارًا بحماية المدنيين السوريين الذين تحاصرهم ميليشيا النظام السوري وقواته الوحشية وتعمل الذبح في صفوفهم وتجوع البقية لإخضاع المدن السورية الباسلة للإرادة الفاشية للنظام السوري. وكانت المملكة قد أدركت منذ البداية الاتجاه الذي تسير إليه الأوضاع في سوريا، نظرًا لأن النظام السوري الطائفي الذي يتلبّس بقناع عربي قد قرّر أن الحل الوحيد هو إخضاع السوريين بالقوة المسلحة. وهذا استخفاف بقوة الإرادة السورية والتصميم السوري البطولي على المواجهة بعد أن سقطت الأقنعة ووجّهت نيران قوات النظام وأحقاد ميليشياته إلى المدنيين وإلى المدن في كل ثرى سوريا. وبعد أن سقطت الأقنعة ليس أمام المملكة إلا الوفاء بمسؤولياتها الأخوية تجاه أشقاء العروبة والإسلام الذين تواجه عروبتهم وإسلامهم امتحانًا صعبًا من فئة طائفية باغية اختارت أساليب الشياطين وآلات الدمار لتكون أدوات للحوار مع مواطنيها العزّل. وواضح ان النظام السوري لا يزال يراهن على الحل العسكري، بينما هذا الحل يغرقه أكثر في الوحول، ويضخّم الأزمة ويعمّق ثأر أبناء سوريا معه.. ومع تمادي هذا النظام في غيّه، وصل الآن إلى نقطة اللا عودة مما يتعيَّن على المجتمع الدولي اجتثاث هذا النظام بعد أن أوضح عداوته للجنس البشري وولاءه لأعمال الشياطين الشريرة.. ويصبح واجبًا محتمًا على المجتمع الدولي وعلى البلدان العربية والإسلامية أن توقف هذا النظام الوحشي عن الاستمرار في لعبة الموت والدمار لسوريا، وإلا فإن العالم سوف يصحو على مذبحة تاريخية يزيد النظام من شلالات دمائها في كل يوم.. وأصبحت الكارثة تقترب بعد أن بلغت أعداد الشهداء الأبرياء المعروفين العشرة آلاف شهيد، عدا آلاف المفقودين وعدا الذين يرقدون تحت أنقاض مئات المنازل في الأحياء المنكوبة في مدن مثل حمص وحماة والرستن وإدلب ودرعا.. إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تمارس في أجسادهم شتى ألوان التعذيب والوحشية. والنظام السوري هو آخر نظام وحشي يستخدم كل أساليب الخداع والاستخفاف بكرامة مواطنيه وهدر دمائهم، ويتعيّن على المجتمع الدولي أن يتكاتف للتخلص من هذا النظام وفاء لإخوانه السوريين وتكريمًا لشجاعتهم وللتخلص من آخر تقاليد العصور الوحشية في الحكم والقيادة. كما أن الأنظمة التي تؤيد هذا النظام ليست أقل منه وحشية ولا أقل تلوّنًا ومخادعة وعداوة للكرامة الإنسانية، ما دام أنها ترضى بأن تدعم نظامًا يحاصر مدنًا وأحيانًا يتفنن في قتل الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء.