لطالما شعر المواطن السعودي بتبرم وامتعاض على خلفية ابتعاد بعض المؤسسات الحكومية والوزارات عن تلمس همومه وتطلعاته وخاصة ما يتعلق بعلاقته كمستهلك بالحاجات الاستهلاكية من سلع ومواد، وفي فترات زمنية متفرقة كان الأمل «مفقودا» في وصل من انقطع من علاقة مباشرة بين تلك المؤسسات وجمهور المستهلكين. حتى انه وفي كل مرة يتم تعيين وزير جديد لوزارة التجارة (بالتحديد) فإن المواطن لم يكن يشعر بتغيير جدي على مستوى هذه المعادلة بل إن الواقع كما يقال أشبه بتغيير (كراسي) لا إصلاح منظومة من الإجراءات والصلاحيات والسياسات. حقيقة أنا أشعر بتفاؤل (حذر) تجاه هذه الخطوات والإجراءات الحثيثة والفاعلة والتي (أنسنت) بحق رسالة وزارة التجارة ووضعتها محل اهتمام المواطن مجددا لكن يبدو أن بصيص امل قد (لاح) مجددا مع تسلم الوزير الجديد للتجارة الدكتور توفيق الربيعة لصلاحياته في واحدة من أكثر الوزارات «تماسا» مع المواطن والمقيم على حد سواء، ورغم مرور الأشهر الثلاثة الماضية منذ تعيينه كوزير فقد حرص على إرسال رسائل طمأنة سعت لجسر الثقة مع المواطنين الذين هم عملاء لهذه الوزارة العتيدة، فكان أن بدأ بتفعيل وإعادة هيكلة للجنة المساهمات المتعثرة والتي شكلت منذ سنوات ولم تدفع «مذاك» بأي حلول واقعية بل أسهمت في إطالة عمر هذه القضايا التي احتجزت مليارات الريالات هي حصيلة ادخار آلاف المواطنين فيها. ولم تتأخر الوزارة كثيرا لتعطي إشارات جديدة على تغير مفهوم عملها اليومي حين تعاملت بحزم مع الاستغلال البشع الذي يتعرض له المستهلك من المطاعم في إلغاء رسوم الخدمة التي تفرضها دون ادنى مسوغ قانوني، ومرورا بفرض حظر لتصدير الإسمنت لمعالجة أزمة ارتفاع أسعاره حيث زاد الطلب بمعدلات كبيرة وانتهاء برفض قرار لأحد مالكي كبرى وكالات السيارات في المملكة عدم استقبال سيارات عملاء الشركة بحجة عدم شرائها من الوكيل الحصري. حقيقة فأنا أشعر بتفاؤل (حذر) تجاه هذه الخطوات والإجراءات الحثيثة والفاعلة والتي (أنسنت) بحق رسالة وزارة التجارة ووضعتها محل اهتمام المواطن مجددا، غير ان الحاجة ما زالت ماسة لمواكبة هذه الإجراءات بأدوات رقابية فاعلة لتنفيذها، ولعلها احد التحديات التي تواجه الوزير الشاب في تنفيذ إصلاحاته بالوزارة، فلكم أن تتخيلوا أن حاضرة الدمام بمدنها (الدمام والظهران، والخبر، والقطيف) لا يغطيها سوى 6 مراقبين في فرع الوزارة بالمنطقة في تجمع بشري يضم قرابة مليوني مواطن، وهذا ما يطلق عليه مجازا في المثل الشعبي (بلى أبوك يا عقاب)!! [email protected]