وصف خبراء سياسيون وأكاديميون، دعوة خادم الحرمين الشريفين لتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد، بأنها استجابة لمتغيرات العصر، وإدراك لعناصر القوة الكامنة في دول المجلس. واعتبرها الخبراء، دعوة للنضج السياسي في مجلس التعاون، وإشارة مهمة لضرورة استلهام المتغيرات بما يعود على الواقع الخليجي بكل الخير. في البداية يقول الدكتور اكرم حسام، رئيس وحدة دراسات الخليج فى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن مجلس التعاون الخليجى يعتبر من أنجح تجارب التكامل التى فاقت فى أدائها ما حققته مؤسسة اسبق منها فى التكوين هى الجامعة العربية، سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسي بالنسبة لحرية التجارة والتنقل بدون قيود فضلا عن الاجتماعات الدورية التى تضمنت على مدار العقود الثلاثة الاخيرة قضايا استراتيجية وامنية بالدرجة الأولى، لكن من الواضح ان تداعيات الظروف السياسية تفرض اليوم أجندتها بل ربما باتت تجبر الدول الرئيسية والمركزية فى التعاون على اتخاذ خطوات استباقية فقط حول مواجهة تداعيات الربيع العربى بالنسبة لدول الخليج من حيث السياق الذى تفرضه على المنطقة ككل من زواية تغيير النظم ومن ثم الاستراتجيات التى عاشت عليها المنطقة وشكلت ظروفها لعقود من الزمن من جهة ومن جهة أخرى أصبح هناك تهديد اقليمي خاصة بالظروف الايرانية وفشل التقارب الدولى مع طهران واحتمالات التصعيد فى المستقبل وإن لم يكن فمن المحتمل أن تكون هناك دولة جارة نووية ما يفرض واقع جديدا.. ويضيف «مع افتراض أن مجلس التعاون الخليجى كتجربة تكامل ناجحة، وهناك طرح جديد من جانب خادم الحرمين الشريفين بتحويل التعاون الى تكامل له مدلوله السياسى فى هذه الحالة بالنظر الى المعنطف السياسى كما بدا حتى فى اشارات الملك نفسه.. ويضيف «مع افتراض أن مجلس التعاون الخليجى كتجربة تكامل ناجحة، وهناك طرح جديد من جانب خادم الحرمين الشريفين بتحويل التعاون الى تكامل له مدلوله السياسى فى هذه الحالة بالنظر الى المعنطف السياسى كما بدا حتى فى اشارات الملك نفسه.. بيد أن هناك من الدول من سيخشى تكرار تجرية الاتحاد الاوروبى التى توصلت الى مرحلة مماثلة وحدت خلالها العملة وما الى ذلك لكن ربما تكون المناقشات التى ستعقب الفكرة ربما تجد فى نجاح مجلس التعاون الخليجي بوابة لمزيد من التكامل نحو الاتحاد الخليجى الذى سيستوعب ما هو أكثر بين تلك الدول من نقاط تشابه وربما بعلاج نقاط الاختلاف لكن فى النهاية نحن أمام محاولة من التقارب لمواجهة التهديدات والتحديات الاقليمية. استجابة للمتغيرات من جانبه قال الدكتور ابراهيم نوار الخبير بالامم المتحدة إن الدعوة فى حد ذاتها تأتي استجابة او رد فعل مباشر للتهديد الخاص باحتمال انفجار الملف النووى الايرانى دوليا ويمكن الحديث عن أمور أخرى من بينها طموحات خارج السياق لبعض الدول تحتاج الى ان تكون فى نطاق شراكة خليجية وليس بشكل مستقل وهى القراءات الخاصة ربما بالسياسة القطرية التى باتت تفوق الطموحات المتصورة.. لكن بالاساس المطلوب الان لهذه الدعوة ان يكون هناك تمهيد للتنفيذ بمعنى أن يكون هناك تواكب لذلك فى تعديل التشريعات الخاصة ببعض الدول وتطوير بعض المشروعات الاقتصادية الخاصة بالاتحاد مثل مشروع العملة الموحدة.. لكن على مستوى التداعيات والثمار التى يمكن أن تجنى من جراء هذا الاتحاد هى أن يكون هناك سلطة كونفدرالية قيادة دفاع خليجية مركزية لديها قوة أكثر مما هى عليها الآن، فضلا عن السياسية الخارجية المشتركة التى تضع الكل أمام مصير واحد... نضوج وتطور من جانبه، وصف الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتحويل مجلس التعاون الخليجى إلى اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبى، بأنها نضوج لمجلس التعاون الخليجى بشكل كبير، وهذا إدراك رائع وصحيح على تطور الهيكل التنظيمى للمشهد، وقدرة تنظيمية هائلة للملك عبدالله، وأبدي إعجابي الشديد بالفكرة وأحيي الملك عبدالله على هذه الخطوة الإيجابية. اتحاد إسلامي من ناحيته، أشار الدكتور محمود خليل، المحلل والخبير السياسى، وأستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الى ان هذه الفكرة لا بد أن تطبق على مستوى الدول الإسلامية وليس على مستوى الدول العربية فقط، ومن المنطقى جداً أن نؤسس اتحادا ما بين دول العالم الإسلامى، هذا الأمر سوف يكون له نتائج إيجابية، وسيحسب لخادم الحرمين الشريفين هذه الخطوة، والتجربة تقول ان التجمع العربى الوحيد القائم منذ 1954 فشل فشلاً ذريعاً فى أن يقوم بدوره فى حل المشكلات المشتركة بين الدول العربية أو تنسيق المواقف السياسية والاقتصادية، ومن المعلوم أن فكرة الجامعة العربية كانت ابتكاراً بريطانياً فى الأساس ولعبت بريطانيا الدور الاهم فى التأسيس لها، لذلك فالأهم تأسيس اتحاد إسلامى لسبب منطقى فاننا إن كنا نحتذى بتجربة الاتحاد الأوروبى فانضمام الدول لهم على أساس القومية المسيحية، وحتى الآن لم تستطع تركيا الانضمام لأنها ليست دولة مسيحية فلماذا لا نجتمع على أساس القومية الإسلامية؟.