من القلب أحييك أيها المعلم الجليل والمعلمة الفاضلة ، فبيدك أجيال الوطن و مستقبل الأمة ، كن لهم أنموذجا وقدوة في تعاملك وخلقك الكريم ، وبيدك تفعيل مناهج التعليم وتحقيق أهدافها ، وبيدك تطوير طرق التدريس والابداع فيها ، وبين يديك مناهج التعليم وكتبها فانظر فيها وتأملها بعناية ، فقد تكتشف فيها خطأ أو خللا ، فلا تتردد أن تكتب إلى مدير مدرستك عن أخطائها ، مشفوعا بتصويبك لها ومقترحاتك لتطويرها ، ليرفعها إلى المسئولين عن التعليم ، فإن الخطأ الصغير إذا تغلغل في عقول آلاف التلاميذ ، يصبح كبيرا و يغدو تصحيحه عسيرا ، وأنك تحمل رسالة الأنبياء المقدسة ، فإذا أديتها بأمانة وإخلاص ، فإنك تنال رضا الله تعالى ، ورضا الناس ، و تستحق الثناء والتقدير والتكريم ، و يبقى اسمك خالدا في سجل التاريخ . و قد قيل : ( أعطني معلما أعطك أمة ) ، أي بقدر ما يكون المعلم كفاءة وجدارة وإخلاصا ، تكون الأمة عزيزة الجانب في تقدم ورقي ، والعكس صحيح . ولذا فالحاجة ملحة إلى وضع معايير قياسية لاختيار المعلم الأفضل جودة وتأهيلا وتدريبا ومهارة واستعدادا من بين المعلمين المتقدمين لمهنة التعليم ، سواء المتخصصون تربويا أو غير التربويين . وينبغي تدريب من يتم اختيارهم وتعيينهم ، من خريجي كليات التربية أو من غيرها ، تدريبا كافيا لمدة لا تقل عن أربعة شهور قبل ممارستهم المهنة ، بهدف تهيئتهم وتثقيفهم بالقيم الأخلاقية والتربوية إضافة إلى تنمية مهاراتهم الأدائية ، وتزويدهم بما يعزز كفاءتهم التعليمية والعلمية والثقافية ، ليحقق المعايير القياسية للجودة النوعية للتعليم . و قد أجمعت نتائج البحوث والدراسات التعليمية على أن المعلم الكفء هو أهم عنصر فاعل في النظام التعليمي ، فهو الذي يفعّل تلك المناهج وهو الذي بيده تحقيق أهدافها ، و هو الذي يجعلها قادرة على إفادة الوطن من خلال الأجيال التي تتلقى على يديه العلم والخلق الكريم والسلوك الحسن ، وهو لذلك يستحق التكريم والتقدير والإجلال . ويرى الكاتب أن يعاد النظر في مناهج كليات إعداد المعلمين والمعلمات فقد مضى عليها أكثر من أربعين سنة و لاتزال على ما هي عليه ، رغم التطورات الحديثة ، ودخول الإنترنت والحاسوب مجال التدريس ، و ضرورة إضافة اللغة الإنجليزية إلى مناهج كليات التربية ، فقد أصبحت مقررة في المدارس الابتدائية ، مما يحتم تطوير أقسام هذه اللغة وآدابها في جميع المؤسسات الجامعية بما فيها كليات إعداد المعلمين ، ومن الرأي إنشاء مركز تربوي بالجامعة ، يعنى بتدريب المعلمين والمعلمات منسوبي التعليم العام قبل وأثناء ممارستهم المهنة ، و تدريب أساتذة الجامعة قبل وأثناء الخدمة ، لتدريس المقررات في الكليات وتحديث أساليبهم التعليمية ، وتطوير كفاءتهم في مجال الإرشاد الطلابي تعليميا وبحثيا واجتماعيا ، والإشراف الأكاديمي والبحثي على طلبة الدراسات العليا . وينبغي أن يستقطب المركز المقترح الكفاءات التربوية المتميزة ، وأن يستفيد من خبرات وتطورات التدريب التربوي ، وأحدث تقنيات التعليم في العالم المتقدم . [email protected]