كم سعدت للإحصائية التي أصدرتها الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ‹›سمة›› والتي أوضحت انخفاضاً حاداً في عدد الشيكات المرتجعة بالسعودية وصل إلى 50٪ في 2011 مقارنة بالعام 2010. هذه المشكلة التي هزت ثقة البنوك والشركات والتجار قبل سنوات وضعت لها الحكومة السعودية من خلال «سمة» ومؤسسة النقد العربي السعودي حلاً منهجياً في إطار تنظيمي وقانوني صارم، أدى إلى تحجيم هذه المشكلة خلال سنوات على أمل انتهائها قريبا من خلال وصول المشكلة إلى حجمها الطبيعي والمقبول. «سمة» لها دور كبير في تقييم الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين من الناحية الائتمانية وقدرتهم الاقتراضية ومخاطرهم في التعثر، وجاء إنشاؤها كتطور طبيعي لمطالب البنوك والشركات السعودية التي نضجت بناها التحتية للمعلومات وأصبحت أكثر ذكاء في إدارة مخاطرها. «سمة» لمن لا يعلم أنشئت العام 2002 من قبل عشرة بنوك سعودية وبدأت أعمالها العام 2004 تحت مظلة وإشراف مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما». العديد من المواطنين يغفلون عن أهمية صورتهم في مرآة «سمة»، والتي تحدد سقفهم الائتماني عند رغبتهم في الحصول على التسهيلات الائتمانية من البنوك أو حتى من شركات القطاع الخاص كالاتصالات والتأمين وغيرهما الكثير، كما أنها تزود الشركات بأي عمليات تعثر في السداد للعميل مع أي بنك أو شركة أو مؤسسة أخرى مرتبطة بها حتى يمكنها تصنيفه وتحديد مخاطر إقراضه. «سمة» أصبحت مرآة للمواطن، وهذه المرآة يجب أن تكون خالية من الشوائب، لأنها لو كانت مشطوبة أو مشوبة، فستعكس صورة لا يعرفها المواطن عن نفسه ولن يتسنى له رؤية نفسه فيها بسهولة! من البديهي إذاً أن تكون عزيزي المواطن مطلعاً على تقريرك الائتماني الذي يحدد كم ستقترض، وهل ستحصل على التسهيلات البنكية أم لا، وهل ستقبل بعض الشركات تقديم الخدمة إليك. الإجابة في الغالب ستكون أن المواطن السعودي لا يعلم أن هناك تقريراً ائتمانياً يشمل تاريخه كاملا من حيث التزامه بالسداد من عدمه، الجهات المقرضة، ومبالغ الاقتراض أو التسهيلات! وهو سيحتار كثيراً في معرفة كيفية الحصول على هذا التقرير المصيري الذي يحدد تقريبا جميع قدراته المالية مع البنوك. في الولاياتالمتحدة تتسابق شركات المعلومات الائتمانية لتقديم خدماتهم المعلوماتية للشركات والمواطنين الأمريكيين، وما بين رسوم شهرية أو تدفع لمرة واحدة، تقدم هذه الشركات أدوات على الإنترنت تعطيك صورة واضحة عن وضعك الائتماني، وتصنيفك، وقدراتك على الاقتراض، ناهيك عن عدة خدمات لتثقيفك حول العملية بأكملها، وكيفية تحسين تصنيفك الائتماني، ومراقبة تطوره عبر الزمن. لا نطلب من «سمة» أن تقدم كل هذه الخدمات للمواطنين دفعة واحدة، ولكن عليها بالفعل أن تزيد من تواجدها الإعلامي والإرشادي أمام المواطن، فهي جهة أصبحت مؤثرة جداً في الحياة الاقتصادية للمواطنين، وأثرها يزداد بشكل مضطرد مع ازدياد الشركات والمؤسسات التي ترتبط بها وتستفيد من معلوماتها عن المواطن. «سمة» أصبحت مرآة للمواطن، وهذه المرآة يجب أن تكون خالية من الشوائب، لأنها لو كانت مشطوبة أو مشوبة، ستعكس صورة لا يعرفها المواطن عن نفسه ولن يتسنى له رؤية نفسه فيها بسهولة! twitter | @alkelabi www.alkelabi.com