لا يمكن لأي عاقل، أو يمتلك ذرة إحساس وشعور أخلاقي، أن يقف متفرجاً على ممارسات النظام السوري في حق شعبه من قتل وترويع واستباحة تامة. وعندما قادت المملكة قاطرة الموقف الأخلاقي على الأقل، عبر رسائل متعددة، للنظام السوري، فإنها كانت تعي تماماً خطورة الوضع الراهن، وأنه لا عودة إلى الوراء، وسعت المملكة كذلك بقيادة خادم الحرمين الشريفين شخصياً إلى تجنيب الشعب السوري، والقيادة السورية ذاتها مآسي وويلات ما جرى في عواصم عربية شقيقة.. كلنا شاهدنا عواقبها ومعنا العالم كله وآثارها التي لم ولن تنجلي ببساطة. وإذا كانت المملكة ومعها شقيقاتها دول الخليج، قد اتخذت الموقف الشجاع بسحب سفرائها من دمشق، وطرد سفراء نظام الأسد من عواصمها، فإنها بذلك انحازت للشعب السوري، الذي قدم حتى الآن تضحيات هائلة من دماء أبنائه وفلذات أكباده، في مواجهة الحكومة السورية، لتقدم بهذه الخطوة النموذج الأمثل لما ينبغي أن يكون فيه التعامل الدولي مع جرائم إرهاب الحكومة السورية تجاه الشعب المغلوب على أمره، ولتضع بذلك بقية الدول أمام واجبها الأخلاقي وليس السياسي فقط تجاه حمّام الدم الذي يسيل على الأرض السورية. المملكة، ومعها دول الخليج، لا تبحث عن مصالح بعينها، ولا تجري وراء «شو» إعلامي، ولكنها تتخذ ما ينبغي فعله في مثل هذه الحالات المأساوية، التي يصبح فيها السكوت، أو الاكتفاء بالمواقف المائعة، جريمة فعلية، لا تقل أبداً عن الجرائم التي ترتكب يومياً على الأرض السورية. المملكة، ومعها دول الخليج، لا تبحث عن مصالح بعينها، ولا تجري وراء «شو» إعلامي، ولكنها تتخذ ما ينبغي فعله في مثل هذه الحالات المأساوية، التي يصبح فيها السكوت، أو الاكتفاء بالمواقف المائعة، جريمة فعلية، لا تقل أبداً عن الجرائم التي ترتكب يومياً على الأرض السورية. كنا نتمنى، أن يفهم رأس النظام في دمشق أن مثل هذا المسار مشين أخلاقيا وإنسانيا تجاه شعب عرف بكرمه وأخلاقه وحرصه على ان يسير مع الشعوب العربية في ركب التنمية ، ولكن الحزب الحاكم هناك، لم يفهم هذه الرسالة. وكنا أيضا نتمنى، ألا ينجر البعض في دمشق، في لعبة الوهم تلك أكثر مما ولغوا، ويعرفوا أن القيادة التي يتمسحون بها ويقدمون لها كل هذه الجثث والأرواح البريئة، لا تستحق من الأمر شيئاً، كما أنها مجرد حجارة لا تضر ولا تنفع، أمام عدالة السماء التي ستتحقق في النهاية، ورغم أنف كل القتلة واللصوص.. ومصّاصي الدماء. ان المشهد والحراك في سوريا جعل دول الخليج تنحاز مع الشعب السوري الشقيق وذلك من موقف أخلاقي يربط شعوب منطقة الخليج مع الشعب السوري الشجاع.