لم يجد المواطن حمد المغربي والذي يبلغ من العمر 58 عاما مكاناً ينام فيه هو وأبناؤه الستة منذ أعوام، فيوما يأخذ بيد أبنائه الستة ويذهب بهم إلى بيت ابنته حاملاً معه أحزانه المريرة ليقضي يومه عندها، ويوماً يذهب إلى أحد أخوته القريبين منه، ويعيش حمد حياة صعبة .. فهو لا يعلم هل سيستقبله أحد في فجر اليوم الآخر أم لا، أبناؤه ينظرون إليه ويتساءلون عما يحل بأبيهم من ضياع وتشرد، وهو لا يدري أين ستأخذه هذه الحياة وما مصيره معها، فمنذ بتر رجله اليسرى وعجزه عن المشي تمت إحالته للتقاعد قبل 8 أعوام بسبب عدم مقدرته على العمل، وبسبب أمراضه التي أصبحت تلازمه أينما ذهب لم يعد قادراً على تأمين مستقبله ولا مستقبل أبنائه، المغربي أحد سكان حزم أم الساهك، تحدث لنا عن مأساته وحالته التي يمر فيها فقال :» أنا من مواليد 1376 ه ، وعملت بوزارة الصحة سائقا، وكنت أستلم ما يقارب 4000 ريال، أحلت للتقاعد عن العمل لعجز ألم بي في جسدي في عام 1425 ه، فقد بترت رجلي لمرض أصابها قبل 12عاماً، كما أنني أعاني من بعض الأمراض الأخرى التي أنهكت قواي ولم أعد قادراً على الحركة، خصم من راتبي قرابة 40 بالمائة حتى وصل إلى 2381 ريالا فقط ، وبعد الزيادات الأخيرة من الملك -حفظه الله- وصل إلى 3000 ريال والتي لا يكاد يمر نصف الشهر إلا وقد انقضى نصفه، ويضيف المغربي: لدي 6 أبناء ذكوراً وإناثا، واحدة فقط من بناتي متزوجة وتعيش بالقرب من مني، لا أملك منزلاً لي ولأبنائي فنحن نعيش متنقلين من مكان إلى آخر، حدثت مشاكل أسرية عديدة مع زوجتي منذ 24 سنة، واستمرت معي إلى هذا اليوم نتيجة للضعف وقلة الحيلة، وهذا ما جعلني أتشرد مع أبنائي في الشوارع، فأبيت يوماً ببيت ابنتي، وآخر بمنزل أحد من أخوتي، وتارة ببيت أختي، أقضي حياتي على هذا المنوال، فديوني بدأت تنهش بلحمي، ومتطلبات الحياة أصبحت صعبة للغاية، فلدي بعض الأبناء يدرسون وأوفر لهم ما استطعت من احتياجات مدرسية ومن متطلبات يومية كالأكل والشرب، هذه المواقف كلها جعلت حياتي في هم وغم، وأبحث عن سبيل لإنهاء معاناتي من تنقل ومبيت هنا وهناك، وأطلب من أهل الخير والإحسان مساعدتي في تسديد ديوني المتعثرة والتي أرهقت كاهلي وجعلتني أعيش حياة عصيبة، سائلا الله –عزوجل- كل من يقدم لي المساعدة أن يجزيه خير الجزاء، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته «