لو أردنا تعداد من استفاد من كذبة وخرافة المقاومة في لبنان منذ إنشائها بموافقة وربما بدعم صهيوني غير مباشر في بداية ثمانينيات القرن الماضي، لوجدنا كثيرين أولهم إيران ونظام حافظ الأسد الذين أسسوا هذا الحزب الشيطاني مرورا بإسرائيل والقوى الدولية الفاعلة، ومن الذين باعوا لبنانيتهم ووطنهم للفرس مقابل طائفيتهم الضيقة التي نجح الفرس في استغلالها أبشع استغلال بتواطؤ واضح من إسرائيل والدول الكبرى، وبالطبع بتسهيل ودعم من نظام حافظ الأسد الأقلوي الطائفي الذي كان يحتل لبنان حينها قبل أن يحتله الفرس عن طريق أدواتهم اللبنانية الطائفية، لكننا بالتأكيد لن نجد خاسرا بسبب هذه الفرية الكبرى أكثر من الشعب اللبناني بما فيه الطائفة الشيعية التي قُتل الكثير من أبنائها فِداء للمشروع الفارسي في المنطقة. إن لبنان دفع ومازال يدفع أكبر الأثمان بسبب كذبة المقاومة المزعومة حتى وصل الأمر إلى ترهيب الشعب اللبناني كله تحت هذه الذريعة السمجة، بل وصل الأمر إلى اغتيال الكثير من رموزه الذين عارضوا الاستمرار في هذه الكذبة بعد عام 2000م، وأولهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005م وكرت بعدها سبحة الاغتيالات لمن لم يمكن ترويضهم بعد ترهيبهم، وأصبح بعدها لبنان الدولة والشعب رهينة بيد هذه المقاومة المزعومة والشواهد على هذا أكثر من أن تحصى، منها على سبيل المثال كارثة احتلال بيروت في آيار وبعدها مغامرة عام 2006م مع إسرائيل التي دُمِر بعدها لبنان اقتصاديا ودُمِرت بنيته التحتية، وقُتِل فيها 1300 لبناني مدني، بينما خرج حزب الشيطان بكوادره وقياداته بعد هذه الكارثة سليما يتبجح بنصر إلهي كاذب أمعن بعده في ترهيب الشعب اللبناني تحت هذا الشعار الزائف، ولن يكون آخر كوارث هذه الكذبة توريط كل لبنان في مقتلة الشعب السوري نُصرة لحكم عائلة الأسد الأقلوي الطائفي. إن الحديث عن ارتباط حزب الشيطان العضوي والطائفي مع المشروع الإيراني المدمر في المنطقة العربية قد يكون مملا ومكررا، لاسيما أن زعيم هذا الحزب الشيطاني العميل قد اعترف به علنا عشرات المرات بل وتباهى بهذه العمالة بوقاحة غير مسبوقة، ما يهمنا هنا هو مقدار كارثية هذه العمالة وهذا الارتباط على الشعب اللبناني كافة وعلى شيعته خاصة، ليس الآن فقط إنما في المستقبل القريب عندما تتغير المعادلات وينهار المشروع الفارسي ربما من داخله وهو لا شك فاعل، عندها فقط سوف يدفع لبنان الثمن مرتين، مرة عندما تم اختطافه لصالح هذا المشروع والاخرى بعد فك أسره منه. وعليه فإن الخاسر الأكبر من كل هذا الدجل والكذب والافتراء هو الشعب اللبناني الذي لم يكن يوما أكثر طائفية وكارثية وخرابا وفسادا مما هو فيه الآن منذ الحرب الأهلية قبل أربعة عقود.