برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة، أمس الأحد، فعاليات ملتقى الممارسات الوقفية 2018 الذي نظمته غرفة الشرقية ممثلة بلجنة الأوقاف، وسط حضور كثيف من المسؤولين الحكوميين، ورجال وسيدات الأعمال، وعدد من الخبراء والمختصين من داخل وخارج المملكة. وأوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم العمار الخالدي، خلال كلمته في حفل الافتتاح، أن بلادنا اليوم «تتجه إلى عهدٍ جديد من الاقتصاد المُزدهر والمتنوع، وفقا لرؤية رائدة تؤكد على أهمية القطاع الخاص والأدوار التي يمكن أن يؤديها في بناء قطاع وقفي تنافسي، إما بنقل خبراته المؤسساتية والإدارية إليه أو بإنشاء أوقاف جديدة تكون رافدا للاقتصاد الوطني وتغطي قطاعا عريضا من احتياجات المجتمع.. فعن طريق الوقف تُبنى مشروعات الرعاية الدينية والتعليمية والعلاجية على اختلافها». وأضاف الخالدي، إنه وعلى الرغم من تنامي اهتمام حكومتنا الرشيدة ومؤسسات القطاع العام والخاص وكذلك الخيري بالأوقاف، فقد سخرت غرفة الشرقية إمكاناتها مبكرا للمشاركة في إحياء وتنمية وتطوير شعيرة الوقف بين أوساط قطاع الأعمال، فعمدت إلى نشر الوعي لدى قطاع الأعمال في المنطقة بأهمية تأسيس الأوقاف وتبني الممارسات الوقفية، ونسقت مع مختلف الجهات الرسمية منها وغير الرسمية؛ لأجل تطوير الأنظمة واللوائح التي تحكم مشروعات الأوقاف. وأشار إلى أن الإدارة الجيدة لأصول الأوقاف ما زالت في احتياج إلى مزيدٍ من الأفكار حول تشريعاتها وزيادة حجمها وتنويع اتجاهاتها ومصارفها، حتى يتحقق ما نرمي إليه من نموٍ مُستدام ومشاركة ملموسة للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030. ولفت الخالدي إلى أن هذا المُلتقى بما يُقدمه من أوراقٍ ويطرحه من موضوعاتٍ تبحث الجانب التطبيقي لكيفية الارتقاء بممارسات الأوقاف المحلية وزيادة فاعليتها وأثرها في الاقتصاد الوطني، هو بمثابة منصة تواصل وتطوير معرفي بالممارسات الوقفية الناجحة محليا وخارجيا وإلمام بالقضايا التنموية والاستثمارية والشرعية لمنظومة الوقف، وذلك تجاوبا مع المساعي التنموية لحكومتنا الرشيدة ومع ذاك الحراك المجتمعي الذي لا ينقطع لأجل زيادة المساهمات الوقفية اقتصاديا واجتماعيا. وفي ختام كلمته، ثمن الخالدي الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لأجل الارتقاء بمنظومة الأوقاف، وفقا لأسس علمية مُعاصرة، معربا عن أمله بأن يُسهم هذا الملتقى بما يُطرح فيه من أفكار وما يستعرضه من تجارب وممارسات في مجال الوقف، في تنمية وتطوير الأوقاف والوصول إلى أفكار جديدة لإدارة أصولها والتشجيع على تأسيسها بين أوساط قطاع الأعمال لما لأثارها على الأعمال والإرث العائلي. من جانبه، قال رئيس لجنة الأوقاف بغرفة الشرقية د. عايض القحطاني: «إن الوقف باعتباره مفخرة من مفاخر الإسلام وشاهدا حيا على تطور الحضارة الإسلامية، أصبح يُمثل أحد أهم أوجه المُساهمات التنموية التي ترتكز عليها قواعد التنمية المُستدامة في العصر الحديث». وأشار القحطاني إلى أن بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، تشهد اهتماما كبيرا وحراكا موسعا نحو إعادة اكتشاف القطاع الوقفي، بمعالجة تحدياته التشغيلية والتنظيمية والتشريعية؛ ليكون رقما صحيحا في الاقتصاد الوطني، إذ لا تتجاوز مساهمة القطاع غير الربحي والذي تُعد الأوقاف عموده الفقري والممول الأساسي له، في حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة سوى 0.3%، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 6%، كما أن نسبة عائدات الأوقاف العامة تبلغ ما قيمته 325 مليون ريال سنويا، مقارنة بحجم الأوقاف العامة الخاضعة لإدارة الهيئة العامة للأوقاف والمُقدرة بحوالي 14 مليار ريال سعودي، وهي في الحالتين نسب ضعيفة مقارنة بحجم الاقتصاد السعودي والإمكانيات الكبيرة المتوفرة فيه. وقال القحطاني، إن مستقبل قطاع الأوقاف في المملكة واعد ومبشر، فهناك طاقة خير كبيرة تكمن في المجتمع السعودي، وكذلك إرادة سياسية هادفة إلى الارتقاء بالقطاع الوقفي، وصولا إلى قطاع وقفي متنوع المصارف، وقادر على إحداث الأثر المطلوب في الاقتصاد الوطني، وبذلك، تكمن أهمية هذا الملتقى في كونه يسعى إلى تسليط الضوء على مختلف جوانب الارتقاء بالقطاع الوقفي في المملكة واستشراف أدواره ومستقبله، وفقا لأفضل الممارسات الوقفية في ضوء متطلبات التنمية الاقتصادية الحاصلة. وفي ختام الحفل الرسمي، تشرف رئيس الغرفة عبدالحكيم الخالدي بتقديم هدية تذكارية لسمو أمير المنطقة الشرقية لرعايته الملتقى، كما تشرف بتقديم هدية تذكارية لسمو نائب أمير المنطقة الشرقية لتشريفه الحفل، كما تشرف رئيس لجنة الأوقاف الدكتور عايض القحطاني بتقديم هدية تذكارية لسمو نائب أمير المنطقة، وباقة من إصدارات اللجنة. فيما شهد الملتقى إقامة ست جلسات حوار موسعة، تم خلالها عرض عدد من التجارب الوقفية المحلية والخارجية، وشهدت عمليات حوار موسعة. الجلسة الأولى قال المدير التنفيذي لمؤسسة ميسانا بألمانيا د.ربورت جراف ستراتشويتر، إن الحالة الوقفية حالة مشتركة بين الأمم والشعوب، فهي تراث إنساني مشترك، والمسؤولية تبدو متقاربة بين المؤسسات كأداة للعمل الخيري.. داعيا إلى تعاون أكثر بين المؤسسة المعنية في العمل الخيري في أي مكان عملت. وأضاف في الجلسة التي حملت عنوان (تجربة الأوقاف بين أوروبا والعالم العربي) وأدراها عضو مجلس إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) المهندس صلاح الزامل، إن الوقف الإسلامي، أو الموجود في الشريعة الإسلامية ليس بعيدا، في صيغته العملية عن بعض المؤسسات في ألمانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا فالأسس تكاد تكون واحدة، والأهداف متقاربة. وفي ختام ورقته وصف المنظمات الخيرية بأنها أحد مصادر الإبداع في العمل والنشاط والأفكار. الجلسة الثانية وشدد القانوني في مكاتب أوتر تمبل للاستشارات القانونية والضريبية ديفيد راسيل على ضرورة ايجاد إطار قانوني للأوقاف لتفادي النزاعات العائلية، ولضمان استمرارية الأداء وفق هيكلية مستدامة. وقال في الجلسة الثانية والتي عقدت تحت عنوان (تجارب ناجحة في حوكمة الأوقاف العائلية)، وأدارها المدير التنفيذي لمجموعة السليمانية للاستثمار وعضو اللجنة الوطنية للاوقاف المهندس محمد عرب، إن أكثر من 70% من الشركات العائلية في الخليج العربي لا تستمر للجيل الثالث، بخلاف ما هو قائم في العديد من البلاد الغربية الأخرى إذ إن الثراء هناك يأتي من خلال الشركات العامة، بل إن الأوقاف في العديد من الدول تستمر مدى الحياة، ففي الولاياتالمتحدة على سبيل المثال تتوزع الأوقاف بين الصحية وغيرها، ومن أجل منع الاساءة البالغة للأوقاف التي تجري في بعض البلدان لا بد من إيجاد نظام ثابت للممتلكات عبر تكريس الحوكمة. بكل مناسب لاحتياجات الأسرة. الجلسة الثالثة سلطت الضوء من قبل المدير التنفيذي لوقف سعد عبدالعزيز الموسى، د. فهد الدعيلج، على (تجربة وقف سعد وعبدالعزيز الموسى)، وهي من التجارب الوقفية المحلية، التي استطاعت - بحسب الدعيلج - أن تُحقق النمو والاستدامة، وتحصل على شهادة ربيز للجودة، وهي النسخة العربية من نظام بيكاسو التابع لمنظمة (CES) البريطانية، وفقا لرؤية وضعها الشيخان سعد وعبدالعزيز الموسى، تقوم على المساهمة الفاعلة في بناء قطاع خيري متطور ومشارك في تحقيق التنمية المُستدامة. الجلسة الرابعة تناول الرئيس التنفيذي لشركة ميثاق القابضة، خالد قامة، تجربة أوقاف ابن محفوظ، الاستثمار المؤسسي للأصول الوقفية وأهم مقوماته من خلال تجربة ابن محفوظ سواء فيما يتعلق ومحفظتها الدولية أو المحلية، مبينا أن المقصد من استثمار الوقف هو حمايته وتنميته واستدامته على المدى الطويل، فضلا عن إيجاد عملية توازن في السوق للمنافسة المتولدة من العروض الجديدة في ظل محدودية نمو الطلب، لافتا إلى أن أوقاف ابن محفوظ، هي ممارسة استثمارية تُمارس منذ 1998م وأتت بنجاح جيد طوال هذه المدة وأصبحت كيانا استثماريا وقفيا يُضاهي التجارب العالمية، وذلك لاعتمادها الأُطر المؤسسة في الأصول الوقفية التي تمتلكها، مؤكدا أن جزءا هاما من الإدارة المؤسسية هو متابعة التطورات من حولها. رئيس لجنة الأوقاف خلال كلمته .. وسموه يتلقى درعًا من رئيس غرفة الشرقية نائب أمير الشرقية لحظة وصوله مقر الملتقى .. وسموه يطلع على برنامج الملتقى جانب من لقاء أفضل الممارسات الوقفية بغرفة الشرقية حضور كبير شهده الملتقى