فاتورة النجاح ليست سهلة وتتطلب كاريزما معينة ومواصفات شخصية لذا لا أبالغ عندما أقول إن الفيلسوف بيب جوارديولا هو علامة فارقة في تاريخ كرة القدم. يقول النجم الكبير تشافي «جوارديولا رجل عظيم وصاحب فلسفة غريبة قال لنا في بداية فترة تدريبه.. غرفة ملابس اللاعبين هي أفضل فصل دراسي بدون معلم وهي تخص اللاعبين فقط ولن يشاركنا فيها أحد بتاتًا» فيما يقول النجم الخرافي انيستا «هو مثل البروفيسور الرائع الذي يحاضر على طلابه بشكل يومي بكل حماس وشغف»، ويقول الحارس الرائع فالديز «في كل محادثة مع جوارديولا تعلمت شيئا جديدا حيث كنت خجولا لكنه علمني الكثير عن أهمية التواصل مع زملائي والجمهور والإعلام». على الصعيد الشخصي، يتسم جوارديولا بالتواضع والشخصية البسيطة ولعل أكبر دليل على ذلك أنه خلال فترة تدريبه في برشلونة لم يتخل يوما عن عادته في الذهاب مع أطفاله إلى المدرسة، في المقابل بعد كل انتصار وبطولة كبيرة للفريق كان يخرج الأطفال والمعلمون للترحيب والاحتفاء بالمدرب الشهير الذي يبادلهم النقاشات بكل بساطة. وتظهر قيمة جوارديولا الإنسان في الموقف، الذي حدث عشية نهائي كأس دوري أبطال أوروبا الشهير عام 2009 في ملعب الأوليمبيكو بروما بين ناديي برشلونة ومانشستر سيتي وتحديدا بعد ذهاب لاعبي برشلونة للأحماء داخل أرض الملعب حيث فجأة أشار لهم تيتو ورورا مساعدا المدرب بضرورة العودة مجددا إلى غرفة الملابس، وهناك انتظر اللاعبون فترة 3 دقائق قبل أن يفتح لهم جوارديولا الباب وبعد دخولهم عمت المكان لحظة صمت رهيبة قبل أن يقوم بعرض فيديو يتضمن أبرز اللقطات الخاصة منذ بداية فترة تدريبه لهم وكانت تلك اللقطات تحمل مشاعر فرح وحزن وإصابات ويومها حقق برشلونة اللقب بثنائية تاريخية. كلمة أخيرة: طموح الشخص الناجح وحده هو ما يكبر مع مرور السنوات.