مع ازدياد نمو الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية إلا أن الملتقيات الفنية تراوح بين الشعبي والكرنفالي، تارة يكون الفن على هامش مهرجان، وأخرى على هامش فعالية، حيث يكتب للأسف «على هامش الفعالية يقام معرض تشكيلي»، وهذا لا يؤسس لفعل ثقافي فني، عدا تلك المعارض التي تقام في بعض المناطق وقلما نعلم عنها شيئا. في ظل التسارع نحو التطوير لمملكتنا الحبيبة نتطلع لأن يكون للفن التشكيلي مكانة عالمية تنبع من المحلية لتكون منصة عالمية، ولنأخذ مهرجان أصيلة المغرب مثالاً، وكيف تحول المهرجان من المحلية للعالمية، ويقصده العالم بسبب شهرته الفنية، وكذلك مهرجان المحرس الدولي بتونس والذي حول المدينة من ساحلية بسيطة لوهج فني عالمي. هكذا يبدأ الطموح ليستمر، وها نحن نأمل أن يكون للفن في بلادنا وهج عالمي يقصدنا فنانو العالم للمشاركة معنا في كل عام، وما نحتاجه حقاً هو الدعم لهذه المبادرات لنؤسس لهذه الملتقيات الفنية العالمية. ومن المعروف أن الدعم المادي وحده لا يكفي، بل نحتاج للدعم المعنوي لتلك المبادرات، وأن نضمن حقوق الملكية الفكرية لمبادراتنا، لتستمر بحب، لتبقى المدن كفيلة بالرقي من خلال تلك الملتقيات الثقافية التي تتعدى حدود الفن لتكون علاقة محبة بين الضيوف وأهالي المدينة. هكذا هي الملتقيات حينما يدرك أهلها أهمية وجود ضيوفها، ففي المحرس نكاد نعرف الكثير من العائلات التي لا نود مفارقتهم لحسن استقبالهم وكرمهم، نتعرف على فنونهم الشعبية ونحضر مناسباتهم الاجتماعية، ونتعرف على أساليب فنية متنوعة من الفنانين، ويتعرف الطلاب الموهوبون على فنوننا، ما نحتاجه اليوم للفن التشكيلي هو ملتقى عالمي للفنون في وطننا الغالي، ومراكز ثقافية تحتضن تلك المبادرات الفنية. * فنان تشكيلي