أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ د.محمد بن عبدالكريم العيسى أن الإنسانية اليوم تقف أمام سياقات تاريخية معقدة تجاه الصراع الديني والفكري المفتعل، واصفا التطرف بأنه حالة من التشبع بصواب الرأي يصاحبها إقصاء وكراهية للآراء الأخرى، محملاً في السياق نفسه الإعلام «المادي» مسؤولية الإسهام بشكل كبير في تأجيج ذلك الصراع. وأبدى العيسى سعادته بالمشاركة في عدة فعاليات في اليابان منها اللقاء المفتوح مع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في اليابان، بدعوة من عميد السلك السفير الفلسطيني وليد صيام، بجانب ندوة دولية مع معهد أبحاث الشرق الأوسط استضافتها وزارة الخارجية اليابانية بحضور وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، الذي استقبله وبحث معه عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وقال الأمين العام: «إنها لقاءات تجمعنا فيها قيمُنا المشتركة نحو مفاهيم الاعتدال الديني والفكري، ومفاهيم السلام والوئام الإنساني، لنؤكد للجميع توافُقَنا وتحالُفَنا في مواجهة كافة أشكال التطرف والعنف أياً كان مصدره ونوعه». وأضاف: «يمكن أن نَصِفَ التطرف بأنه يُمثل حالةً من التشبع بصواب الرأي يصاحبها إقصاء وكراهية للآراء الأخرى، وقد يتطور هذا التصور إلى اعتبار الرأي المخالف مهدداً ليس لرأيه فقط، بل لكَيانه». وحذر العيسى، من خطر التطرف الذي لم يَعُدْ محكوماً بنطاق جغرافي، ولكنه يجد كيانه في عولمة مدهشة، خَلَقَتْ للجميع عالماً افتراضياً مفتوحاً تجاوز الحدود بلا تصاريح دُخولٍ. وزاد د.العيسى: إننا قلنا مراراً إن التطرف في أغلب أحواله لم ينشأ عن كيانٍ سياسي ولا عسكري وإنما عن أيدولوجية فكرية، ما يُحتّم مواجهة هذه الأيدولوجية بالفكر المضاد. وأشار إلى أن هناك فرقاً بين حضارة الآلة المجردة عن القيم الإنسانية، وحضارة الإنسان، فالأُولى أكثر عرضة للهزات والتحولات، والثانية هي الأكثر استدامة وسلامة. من جهة أخرى وقع العيسى اتفاقية مشروع هوية الأرض مع رئيسة مؤسسة المشروع، هيروكو كاواهارا، وهو مشروع رائد في العمل الثقافي الداعي للوئام والسلام وتعليم الأطفال قيمه الحضارية.