أكد الموسيقي والباحث في علم الصوت خليل المويل، أن تجار الموسيقى ساهموا بدرجة كبيرة في إفساد هذا الفن الراقي من خلال بحثهم عن الربح السريع بأعمال وألحان ضعيفة تفتقد للمضمون والفكرة، والتي لا تتناسب في أغلب الأحيان مع الكلام والشعر، لافتًا إلى أن ما نحمله من رسالة في علم وفن الموسيقى هو لنشر الجانب الإنساني والروحي والفكري والفلسفي وليس مجرد نغم وألحان عابرة، بغض النظر عن الآلة المستخدمة او الحنجرة التي تقوم بالأداء. وقال خلال ندوة «ما وراء الموسيقى - علم الجمال الموسيقي» التي أقيمت في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف إن الموسيقى هي أحد الفنون التي استخدمها الانسان للإفصاح عن نفسه وذاته ومشاعره، وتعتبر من أسمى الفنون الجميلة التي تتميز بطبيعة خاصة لا نجدها عند غيرها من الفنون، فهي فن الجمال السمعي الذي يستطيع أن يستوعبه الإنسان في جميع بقاع الارض بالرغم من اختلاف اللغات والعادات والتقاليد. وأوضح المويل أن فن الموسيقى أثار جدلا واسعا حول مبادئه وقضاياه، منذ العهد القديم للفلسفة وحتى الآن، ما استدعى اختلاف آراء الفلاسفة في القيم الجمالية لهذا الفن ومصادره، فضلا عن أثر هذا الفن على الإنسان وطريقة تلقيه إياه، فمن الفلاسفة من رأى في الموسيقى أنها وسيلة من وسائل الاتصال فقط يقوم الفنان من خلالها بنقل أفكاره وانفعالاته وحالاته المزاجية من فرح وحزن وألم إلى الآخرين عن طريق أداة تسمى (الصوت) أو (النغم) التي تعتبر هي أساس تكوين السلالم الموسيقية (المقامات) من خلال قوانين فيزيائية ورياضية الأبعاد والمسافات. وأوضح المويل أن للمكان أثرا كبيرا في كينونة التأليف ونوع الجمل الموسيقية التي يخلقها المجتمع، وأن الموسيقى خلقت قبل أن يخلق علم الموسيقى كما هو الحال في علم العروض حيث كانت الأشعار موزونة قبل أن يأتي الخليل بن أحمد بهذا العلم ووضعها وصنفها على شكل بحور، وتم خلال الندوة عرض فيلم قصير ومعرض فني للفوتوغرافي محمد الشبيب.