تعهد كارلوس بوجديمون، رئيس اقليم كتالونيا الهارب في بلجيكا، بقيادة حكومة تواصل السعي لتحقيق استقلال الاقليم عن اسبانيا. ولصحيفة «الجارديان» قال بوجديمون «علقت محاولات للعودة الى منصبي، وأنوي تشكيل (مجلس الجمهورية) كحكومة في المنفى تعمل على تنسيق ومواصلة السعي لتحقيق الاستقلال»، واضاف «نفضل ان نعمل في مناخ آمن بعيدا عن الرعب والتهديدات، ويجب ان تتصرف حكومتنا التي تمثل واقعنا السياسي بعيدا عن ملاحقة الشرطة والقضاء الاسباني». وكان الادعاء العام الاسباني قد وجه له تهما بالتمرد والفتنة، ما اضطره للهرب إلى بلجيكا ليعيش في فيلا بسيطة خارج بروكسل. واشار بوجديمون الى ان الحكومة المزمع تشكيلها سوف تمثل تنوع كتالونيا عبر دعوة الاحزاب والمجتمع المدني للمشاركة، مؤكدا التخلي عن النظام القديم لشكل الحكومة لتكون «الحكومة مع الشعب وليست لأجل الشعب»، وقال «انه سيعمل رئيسا لمجلس الجمهورية»، مضيفا «ان كل الاحزاب الانفصالية التي حققت الانتصار في استفتاء استقلال كتالونيا الذي اجري مؤخرا قد منحته الشرعية»، وأوضح بوجديمون، انه قرر التوقف عن محاولات العودة لممارسة مهام منصبه كرئيس للإقليم، واقترح ان يترشح زميله في حزب (معا من اجل كتالونيا) الانفصالى، ورئيس الجمعية الوطنية الكتالونية السابق، جوردي سانشيز؛ لرئاسة الاقليم. يذكر ان سانشيز، الذي كان من ابرز دعاة الاستقلال مسجون حاليا في اسبانيا بتهمة الدعوة للتمرد والتحريض، التي وجهت له قبل اجراء استفتاء اكتوبر الماضي. واعترف بوجديمون، ان لديه شكوكا حول ما اذا كان سيسمح ل«سانشيز» بالخروج من السجن للمشاركة في تشكيل مجلس الجمهورية، لكنه اكد ان الدفع باتجاه الاستقلال سوف يستمر. وبسؤال «الجارديان»، إذا كان يعتزم الدعوة لعصيان مدني في كتالونيا ضد الحكومة الاسبانية، قال «ان العصيان المدني ليس جريمة، انه ليس عنفا، انا لا اروج له لكنني احترم خيارات الشعب، انه خيار ديمقراطي ايضا». واتهم بوجديمون -المهدد بالاعتقال فور عودته لاسبانيا بتهم التمرد والفتنة- حكومة مدريد بسوء استخدام المال العام، والتصرف بسوء نية، وقال «كان يجب اعلان الاستقلال في وقت مبكر». وذكر ان الحكومة الاسبانية لم تتحاور، بينما كان رد رئيسها ماريانو راخوي، على اعلان استقلال كتالونيا هو طرد رئيس الاقليم وحكومته واعادة الحكم المباشر للاقليم ودعا لانتخابات مبكرة. وردا على سؤال المحرر حول هروبه من اسبانيا وعدم بقائه والكفاح من داخل السجون مثل نائبه السابق، اوريول خوانكيراس، المسجون منذ نوفمبر الماضي، رد قائلا «يجب ان استمر في الكفاح في ظروف جيدة وانا احتاج الحرية في الحديث والتحرك وهذا ليس متاحا في اسبانيا، انا نفسيا مستعد للسجن لكن اريد الاستمرار في الكفاح من اجل كتالونيا». ويضيف «تجربتي تختلف عن تجربة جدي الذي هرب إلى فرنسا بعد الحرب الاهلية الاسبانية، ولا تزال زوجته وابنتاه يقمن في مسقط رأسه (جيرونا) ويزرنه كل بضعة اسابيع في منفاه». وكتالونيا اغنى اقاليم اسبانيا، ويقطنه 7 ملايين نسمة، ويعد نادي برشلونة جوهرة الاقليم الثمينة، لكن شركات كبرى قالت «انها ستنقل مقارها خارجه بسبب الأزمة، واعلن الاتحاد الاوروبي ان كتالونيا لن تكون جزءا منه اذا انفصلت عن اسبانيا».