عادة ما يناقش المتخصصون التغييرات الجديدة التي يتم إجراؤها على صفحات العلامة التجارية على منصات التواصل الاجتماعي؛ بهدف زيادة التواصل بين العلامات التجارية والمستخدمين. ومن الأهمية الاستفادة من هذه المنصات خصوصا (فيسبوك) الذي يستحوذ على 74% من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي. وهو بذلك طريقة فعالة جدا للوصول والتفاعل مع الجماهير ومشاركة المعلومات عن أنشطة أي شركة خصوصا الشركات الصغيرة والحديثة. ومع ذلك فإن منصات التواصل الاجتماعي بحسب تقرير لجريدة (صمول بيزنس تريدندس) الالكترونية قد تضر بالنشاط التجاري للشركة إذا لم تفهم تماما كيفية إدارتها والتعامل معها، والآن وبعد أن طور فيسبوك منصته للعلامات التجارية فهذا يعني بالنسبة للكثيرين أنه يجب عليهم التوجه مباشرة لاطلاق صفحتهم للأعمال التجارية الصغيرة الخاصة بهم. لكن الأمر في الحقيقة ليس بسيطًا، فقد يكون من الأفضل تجنب انشاء صفحة للشركة على فيسبوك والبحث عن بدائل أخرى في بعض الحالات، فلن يكون كافيًا ابدا الشعور بالرغبة في الاستفادة من التطورات الجديدة لهذه المنصة الهامة على أساس أن هناك حاجة للتواجد هناك لخلق علاقة أفضل مع العملاء. ويحدد التقرير مجموعة من الأسباب التي تجعل من الأفضل للشركة ألا يكون لديها وجود على فيسبوك وساعتها يجب ألا تتردد أي شركة في استبداله ب (تويتر) أو المدونات أو غيرها من مواقع وسائل الإعلام الاجتماعي بحسب ما تراه مناسبًا لظروفها. الشيء الوحيد الأسوأ من عدم التواجد على منصة وسائل الإعلام الاجتماعي هو التواجد بشكل سيئ وهذه حقيقة فعلا، ويعد قرار إنشاء صفحة لعلامة تجارية على إحدى المنصات اختيارًا لضخ استثمارات للوقت والموارد الثمينة في هذا المحفل بدلا من وضعها في مكان آخر. ويحتاج خلق حضور قوي إلى شخص (أو مجموعة من الأشخاص) يمكنهم إنشاء المحتوى وبدء المحادثات والاستجابة للتفاعلات والأنشطة الاخرى على الصفحة. وإذا لم يكن لدى الشركة الوقت الكافي للمشاركة في منصات التواصل أو كانت لا ترغب في تكريس الوقت لذلك، فلا ينصح بإنشاء الصفحة أصلًا؛ لأنه بمجرد تأسيس الصفحة وظهورها علانية لابد من وجود إدارة لها وإلا فإنها ستكون بمثابة الأرفف التي يتجمع عليها الغبار وتظهر للمستخدمين أن الشركة حقا لا تولي اهتمامًا بهم ولا بتعليقاتهم والرد عليهم. وقد يكون نشاط الشركة يستهدف قاعدة جماهيرية لا تتواصل عبر فيسبوك وهناك الكثير خصوصا من الشركات الصغيرة تضيع وقتها ومالها في الاستثمار في موقع لن يجذب الانتباه اليها أو يساعد على بناء الوعي بعلامتها التجارية؛ لانه ببساطة جمهورها المستهدف ليس هنا. وبالتالي يتعين البحث في الخيارات الذكية عند اختيار الشبكة الاجتماعية المناسبة للعلامة التجارية، وللمساعدة على القيام بذلك فإن الأمر يستحق قضاء بعض الوقت في النظر في تحليلات الجماهير الخاصة بالنشاط وتتبع سجلات المدونات الخاصة بها، وحتى يمكن سؤال الزبائن عن الشبكات الاجتماعية التي يستخدمونها قبل مجرد القفز الى اي موقع وفتح باب للتواصل. وشبه التقرير الأمر بأنه شراء الملابس الخطأ للحفل الخطأ. لن تستفيد كل شركة صغيرة من خلق وجود لها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإذا كان نوع النشاط التجاري الذي يجب أن يمرر كل شيء من خلال المراجعة القانونية أو ادارة الشركة أو العلاقات العامة قبل نشره، فان وسائل الاعلام الاجتماعي ستصبح ممرًا ضيقًا أشبه بعنق الزجاجة لا يمكن العمل من خلاله. أو ربما لا ترغب الشركة الصغيرة في التفاعل مع العملاء حاليا. فإذا كان هذا هو الحال فقد تكون هناك طريقة أفضل بالنسبة للشركة لتوصيل رسالتها للجمهور ومن ثم إلزام شخص ما في الادارة بالقيام بدور التواصل. فإذا لم تتماشى وسائل التواصل الاجتماعي مع أهداف الشركة فلا يجب الشعور بالضغط لإعداد واحدة منها قد تضر اكثر مما تنفع. وتعد وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أفضل الطرق لتعريف الناس بالشركة وبناء صورة ذهنية جيدة لعلامتها التجارية، ومع ذلك ثبت من خلال الممارسات المختلفة أنها ذات تأثير كارثي اذا لم يتم التعامل معها بعدم اكتراث وكأنها صفحة طالب في الجامعة. والأساس في العمل على تلك الوسائل هو أن تكون هناك ادارة محترفة لها تتجنب السيناريوهات الخطرة بما فيها أي شيء قد يثير حساسية المستهلكين أو يستفزهم عن غير قصد.