أكد عدد من النقاد التشكيليين على تميز المعرض الشخصي الثالث للفنان محمد العبلان الذي افتتح الأسبوع الماضي في جاليري نسما للفنون بمدينة جدة تحت مسمى «الأحفورة»، ويتضمن ما يقارب 30 عملًا فنيًا بمختلف المقاسات، مشيرين إلى أن تجربة العبلان تعتبر من التجارب الفنية المتميزة في المشهد التشكيلي السعودي. فيما يستمر المعرض -الذي افتتحه صالح بن علي التركي بحضور الفنان القدير طه الصبان وعدد كبير من الفنانين والإعلاميين- لنهاية شهر فبراير الجاري. حوار الألوان في البداية، قال الفنان التشكيلي السعودي والناقد الفني عادل الحاسري: إن تجربة الفنان محمد العبلان ذات ثقافة وفكر ورسالة خالدة، بعد أن وثق العبلان تجربته في أعماله لينتج رسمًا تجريديًا معاصرًا معبرًا بأسلوب مميز. كما أثارت أعمال العبلان كذلك الفنان والناقد التشكيلي الليبي القذافي فاخري الذي قال: يصيغ الفنان العبلان أفكاره ورؤيته وفق معادلة يجدها بالتجريب والتفتيش، إذ يجتهد هذا الفنان لإخضاع منجزه لقانون يبتكره كما باقي التجريديين، فيقيم عوالمه وفضاءاته وفق هذا القانون المبتكر، ليعطينا حرية التلقي والمشاركة في إنتاج المعنى حول هذا المنجز. وأضاف فاخري: العبلان فنان يسرح كثيرًا مع أعماله التي ينتجها بالسهر والتفكير والتجريب، ويقول معانيه من خلال تلوينه وانفعالاته، لونه الأحمر منطقة بوح وفخ سؤال، تم تخليصه من معانيه السابقة الجاهزة، فيما يغلب عليها الأزرق بدرجاته المختلفة، وألوان الأرض بدرجاتها ما بين البني والأصفر والترابي، لتتحول الأشياء المعتادة في واقعها المرئي إلى إشارات وعلامات تتزحزح داخل فضاء العمل، إذ ثمة لعبة وحبكة دراماتيكية أوجدها الفنان من خلال حوار للألوان التي تتشابك في موقف لا منتهٍ. وعن أعماله، تقول الكاتبة السعودية حنان حجار: عندما تناقش أعمال العبلان فأنت لا تتحدث عن رسام ولوحة، بل ستكون بحاجة إلى أن تغوص في العمق الظاهر في مركزية مساحة أعماله والتي تشبه بدرجة كبيرة الصندوق السحري. تحقيق الذات عن تجربته الفنية ذكر الفنان محمد العبلان أنه أبهر باللون الذي أخذه لعوالم مختلفة، في محاولة جادة للسيطرة عليه، لتقديم عمل جاد. وقال العبلان: لا أسعى للزركشة والتزيين بقدر السعي الحثيث لتحقيق ذاتي، من خلال صراع إنساني ولد معي في بيئة أعيشها بكل تفاصيلها ولا أخرج منها إلا بفكر خلاق مبدع، يجعلني أستمد حريتي بصدق من خلال اللون الذي أعيش منه وفيه وإليه.