مع بداية نشأة القطاع الخاص ممثلا بأول شركة عملت في المملكة العربية السعودية بشراكة بين شركة أمريكية والحكومة السعودية تأسست شركة (أرامكو) عام 1933م. بطبيعة الحال كان الطلب على الأيدي العاملة متزايدا حينها، وقد عمل المواطن السعودي جنباً إلى جنب الأجنبي منذ البداية، وكان الحاجز الوحيد الذي يعيق تقدم ابن البلد بالتقدم الوظيفي في هذه الشركة هو حاجز اللغة الإنجليزية. ولحرص الحكومة السعودية على تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية عمدت شركة أرامكو على برامج تدريبية على مستوى عال لتعليم اللغة الإنجليزية للموظفين السعوديين. ونجحت هذه البرامج نجاحاً كبيراً إذ تم تأهيل ابن الصحراء ليكون منافساً قوياً للأجنبي حتى أصبح موظف أرامكو مميزاً بين باقي السعوديين من ناحية الالتزام والتقيد بالأنظمة. طبعاً مع نمو الاقتصاد الوطني نشأت شركات كثيرة أغلبها يعتمد بشكل مباشر وغير مباشر على شركة أرامكو إذاً اللغة الإنجليزية مطلوبة عندها بشكل أساسي. نأتي إلى جيل ما بعد طفرة العمل بشركة أرامكو يعني جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، هذا الجيل تعلم ودرس في المدارس الحكومية ومن ضمن دراسته اللغة الإنجليزية التي تبدأ من المرحلتين المتوسطة والثانوية. وللأسف مخرجات التعليم الحكومي لا ترتقي للمستوى المطلوب وأغلب من تخرج في هذا التعليم لا يستطيع قراءة جملة في اللغة الإنجليزية والخلل واضح للجميع. مما زاد رواج المعاهد التجارية المتخصصة في تعليم اللغة الإنجليزية والتي لا يستطيع دفع تكاليفها إلا قلة من المواطنين. جميع الشركات تشترط على المتقدمين للوظائف لديها إجادة اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة، وهذا كما نعرف شرط تعجيزي بالنسبة لخريجي التعليم الحكومي. والسؤال الأصعب في المقابلة الوظيفية الذي يعتبر كأنه رفض للطالب العمل هو تكلم عن نفسك بالإنجليزي!! بل هذا سؤال تعجيزي لمن تخرج من التعليم الحكومي. ما زلت أذكر حديثي مع احد المدراء في شركة كبرى عندما وجه لي هذا السؤال في مقابلة وظيفية، قلت له: قبل أن أجيبك أود أن أسألك: هل تعلمت اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية؟ فقال: لا أنا تعلمت اللغة على حساب الشركة! قلت له: إذاً اعطني نفس الدورات التي أخذتها ثم اسألني بما تريد. إذاً لو أردنا شبابا وشابات يتحدثون اللغة الإنجليزية وجاهزين للعمل في القطاع الخاص يجب علينا عمل أمرين: الأول: أن تعمل الشركات بنفس نهج شركة أرامكو بتعليم وتدريب المتقدمين لديهم وهذا له فوائد كثيرة للشركة من ناحية ولاء وحب الموظفين للشركة وبالتالي ينعكس على جودة ومستوى العمل. الثاني: أن يتم تطوير التعليم الحكومي بحيث يكون من تخرج جاهزا للعمل في القطاع الخاص.