منتج طبي واحد من كل عشر منتجات طبية في البلدان ضعيفة أو متوسطة الدخل متدني النوعية أو مغشوش. هذه ليست معلومة أو تخمينا بل هو تقرير رسمي نشرته منظمة الصحة العالمية في موقعها الإلكتروني، ويعني أنه لربما أنك تستخدم دواء مصنعا في تلك الدول وبالطبع العربية منها كعلاج لمرضك لكنه لا يعالجك ولا حتى يحميك، أي لا يسمن ولا يغني من جوع. واستند هذا التقرير على 100 ورقة بحثية منشورة بشأن نوعية الأدوية في 88 بلدًا من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على 48 ألف عينة دوائية. الأمر ليس مقتصرًا على جانب الهدر المالي، بل لتلك الأدوية خطورة بإمكانية تسببها لاعتلالات خطيرة تصل إلى الوفاة لا قدر الله. منذ عام 2013 تلقت منظمة الصحة العالمية 1500 بلاغ عن أدوية متدنية النوعية أو مغشوشة، وتعتبر مضادات الملاريا والمضادات الحيوية النسبة الأكبر من هذه البلاغات. معظم هذه الحالات تصل من أفريقيا بنسبة 42٪ و21٪ من أقليم الأمريكيتين ونفس النسبة من الأقليم الأوروبي. وفقًا لدراسة أوروبية نشرتها شركة «نوموود» أكبر شركة صيدلة عالميًا، أن الاوروبيين ينفقون 10,5 مليار يورو سنويًا لشراء أدوية مغشوشة. وأيضًا تذكر أن ما بين 50 الى 90% من الأدوية التي تباع على الانترنت مغشوشة وتحتوي أحيانًا على مواد خطيرة مثل سم الجرذان وحامض البوريق. وأفادت الدراسة بأن الأدوية الأكثر مبيعًا هي الخاصة بفقدان الوزن تليها أدوية ضد الانفلونزا وأخيرًا الأدوية الجنسية. قبل عدة أيام سحبت هيئة الغذاء والدواء السعودية أحد الأدوية التي تستخدم لسيلان الدم ومنع التجلطات الدماغية أو القلبية لعدم مكافأته لفعالية حيوية الدواء الأصلي، وبالطبع كان هذا الدواء مصنعا في شركة سعودية. في بداية 2017 شنت وزارة الصحة والسكان المصرية، حملات تفتيش مفاجئة على مؤسسات الصيدلية ومخازن الأدوية في 6 محافظات، وأسفرت عن ضبط 49 ألفا و763 دواء مهربا ومغشوشا خلال أسبوع فقط. وفي نهاية العام نفسه كشفت عن ضبط 1910 عبوات دوائية مغشوشة ومهربة ومجهولة المصدر من أصناف مختلفة. عند اختيارك للعلاج وخصوصًا المضادات حاول أن تتجه للشركة المصنعة للمادة وليست المستنسخة لتفادي أي مشاكل ومضاعفات.