الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. يدرك المتأمل في حياة الإنسان أنه يمر بمراحل مختلفة في النمو تبنى فيها شخصيته وتنمى ثقته وتعزز فيها روح الذكاء و الإبداع و الابتكار . ولكل مرحلة من هذه المراحل خواصها المعرفية والوجدانية والمهارية ، حيث تقاس المعرفة بالتحصيل الدراسي ويزرع كل من الوجدان والمهارة بممارسة النشاط المدرسي ، بل إن الأنشطة اللاصفية هي الأساس في زرع القيم الإنسانية وإعادة نظمها لمناسبة قيم المجتمع المحيط ، ومن هذه القيم حب الغير و الإيثار والتطوع و العطاء واحترام النظام و القوانين العامة وأسس المنافسة الرياضية الشريفة . كما أن الأنشطة اللاصفية تنمي الذائقة الأدبية في شخصية الطالب حيث يقوم المسرح المدرسي بزيادة سعة ثقافة الطفل واطلاعه على طريقة تعامل الشعوب مع بعضها وأسس التواصل العالمي بين الأفراد كما يعزز الجانب المهاري لدى الطلاب بلعب الأدوار المسرحية ويساهم في تكوين كينونة الشخصية. و لا تقل أهمية النشاط العلمي عن ذلك في تعليم الطلاب كيفية بناء الالات الدقيقة وبرمجتها واسهل وافضل طرق الابتكار وهو ترجمة فعلية لمشروع (نيوم) للذكاء الصناعي.. أما النشاط الكشفي فيعتبر أكبر تجمع تطوعي في العالم لخدمة المجتمع بجهود رائعة ودعم مستمر من جمعية الكشافة العربية السعودية . وللنشاط الرياضي النصيب الأكبر في بناء التنسيق النفسحركي بين اعضاء الجسم حيث يسهم في بناء المهارات الحركية وربطها بالنواحي السيكولوجية الوجدانية مما يعزز من تناغم حركة الأعضاء ودعم تكوين البنية الجسدية وزيادة مستوى الصدق والأمانة و الشفافية لدى الطالب وتأصيل مبدأ الأجر مقابل إتقان العمل . وهكذا يتضح لنا أهمية ممارسة الأنشطة المدرسية حيث تسهم بشكل فعال في بناء وتعزيز الثقة وتكوين الشخصية وزرع القيم الفاضلة . (مدير ادارة نشاط الطلاب بتعليم الشرقية)