أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.خالد بن علي الغامدي، أن الإسلام دين الأفراح والسرور والحنفية السمحة، وما دعا إلى رهبانية أو ضيق أو حزن، بل ما ذكر الحزن في القرآن إلا منهيا عنه. وأضاف قائلا: أمة الإسلام، افرحوا بفضل الله وبرحمته.. عددوا نعم الله عليكم وتوقعوا الخير منه سبحانه وارضوا بما قسم الله لكم، وتفاءلوا بالخير وأبشروا واستبشروا ولا تيأسوا ولا تحزنوا، فمن فرح بالله لم يحزن على ما فات ولم ييأس من واقع ولم يسخط على حال، ومن فرح بالله لم يجزع لمصيبة ولم يخضع لمخلوق ولم ينهزم لأول عارض ولا تستفزه الأحداث، لأنه مع ربه في ليله ونهاره يمده بعونه وتوفيقه ويذيقه لذة الأنس به والركون إليه، ويطعمه من أفراح الأرواح ونعيم النفوس ما ينسيه كل هم وحزن وضيق، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه ويفيض عليه حتى غدا صلى الله عليه وسلم أشرح الناس صدراً وأسعدهم قلباً وأقواهم يقيناً. ولاية وريادة# وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله في الحل والترحال والإسرار والإعلان لأن التقوى هي النجاة والسعادة، وأساس الولاية والريادة، وما استجلبت رحمة الله وفتحت أبواب كرامته بمثل تقواه سبحانه، وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: الفرح حالة من سرور القلب وابتهاج النفس تغمر الإنسان بسبب نيل مطلوب أو تحقيق لذة، والأشياء المفرحة في حياة الناس متنوعة، وهي تختلف باختلاف مشاربهم وقناعاتهم ومنطلقاتهم، وكثير من الناس يظن أن الفرح الحقيقي هو الفرح بالأموال والجاه والمناصب والمراكب والدور وغير ذلك من متع الدنيا، والحقيقة أن هذه أفراح قاصرة ناقصة مشوبة بالمنغصات والأكدار لا تصفو ولا تدوم لصاحبها، بل قد تكون هي سبب الشقاء والآلام والأحزان في أحيان كثيرة وأكثر الناس غافلون عن أن هناك نوعاً من الأفراح لا يشبهه شيء من أفراح الدنيا التي يلهث خلفها اللاهثون. مدرسة الأجيال وتابع فضيلته قائلا: يفرح المؤمن حين يتواضع للناس صدقا لا تصنعا ولا تكلفا، ويرحمهم ويحسن إليهم ويسعى في حوائجهم ونفعهم، ويطعم جائعهم ويقضي دينهم ويعينهم على نوائب الدهر، طاهرا قلبه وسالما صدره من آفات الحسد والحقد والغل والشحناء والتكبر والترفع والعصبية المقيتة، وتفرح المؤمنة بحيائها وحجابها وحشمتها وطاعتها لزوجها وقرارها في بيتها وأدائها لرسالتها الحقيقية في الحياة الخالدة التالدة التي شرفها الله بها وهي كونها مدرسة الأجيال ومربية الرجال وصانعة القدوات. هبة ربانية وأبان فضيلته أن الفرح بالله تعالى هبة ربانية وعطية إلهية لا يوفق لها إلا عباد الله الصادقون وأولياؤه المخلصون الذين عاشوا ليلهم ونهارهم مع ربهم سبحانه، واستحضروا قربه ومعيته، فالحياة مع الله أسمى ألوان الحياة والعيش مع الله أرقى أحوال العيش. إرادة وعزم وفي المدينةالمنورة، قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس: إن الموت نهاية كل ابن آدم ونهاية كل حي في هذه الدنيا، وكل يسعى في هذه الحياة لمنافعه وإصلاح أموره ومطالب معاشه، فمنهم من يصلح دينه مع إصلاح دنياه وهؤلاء من أتاهم الله في الدنيا حسنة والآخرة حسنة ووقاهم عذابا، ومنهم من يسعى للدنيا ويضيع نصيبه في الآخرة ويتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مصيرهم. قدرة الله# وأوضح فضيلته، أن الميت يرى بعد موته إما النعيم العظيم وإما العذاب الأليم، فالموت آية من آيات الله الدالة على قدرة الله عز وجل وقهره لمخلوقاته قال تعالى: «وهو القاهر فوق عباده» والموت عدل من الله سبحانه وتعالى تستوي المخلوقات فيه، قال تعالى: «كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون»، والموت يقطع اللذات وينهي من البدن الحركات ويفرق الجماعات ويحول دون المألوفات، وبين أن الله تعالى تفرد بالموت مع الحياة، فالموت لا يمنعه باب ولا يدفعه حجاب ولا يغني عنه مال ولا ولد ولا أصحاب، لا ينجو منه صغير ولا كبير ولا غني ولا فقير ولا خطير ولا حقير. وأكد فضيلته أن الموت يأتي بغتة بأجل ولا يستأذن على أحد إلا الأنبياء لكرامتهم عند الله- عليهم السلام-، فاستأذن على كل أحد منهم. الاستعداد للموت# وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الموت مصيبة لا بد منها وألم الموت لا يقدر أحد أن يصفه لشدته، فالروح تنزع به من العروق واللحم والعصب وكل ألم شديد هو دون الموت وأن الله تعالى شاء أن يخرج ابن آدم من الدنيا بالموت ليقطع علائقه منها فلا تحن شعرة منه إليها إذا كان مؤمنا، وأضاف قائلا: «إن السعادة كل السعادة والتوفيق كل التوفيق والفوز كل الفوز بالاستعداد للموت فالموت أول باب للجنة وأول باب للنار والاستعداد للموت يكون بتحقيق التوحيد لله رب العالمين بعبادة الله لا يشرك به شيئا وبحفظ الحدود والفرائض وباجتناب كبائر الذنوب والآثام وأن يكون ابن آدم متأهباً لنزوله في أي وقت والشقاوة كل الشقاوة هي الذهول عن الموت ونسيانه وترك الاستعداد له والجرأة على المعاصي والذنوب وتضييع توحيد الله رب العالمين والعدوان والظلم وسفك الدم الحرام وتضييع حقوق الخلق والانغماس في الشهوات والمحرمات حتى ينزل الموت فلا ينفع الندم ولا يتأخر الأجل».