سيكون ريال مدريد بأمس الحاجة للخروج من المرحلة الحادية والعشرين من الدوري منتصرا لإنقاذ رأس مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق لأنه يحل اليوم السبت ضيفا على فالنسيا الثالث. وأعتقد بأن ريال استعاد شيئا من المستوى الذي قاده الى إحراز لقب الدوري ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي حين حقق في المرحلة السابقة فوزا كاسحا على ضيفه ديبورتيفو لا كورونيا 7-1، لكن سرعان ما عاد رجال زيدان إلى واقعهم المرير بخروجهم الأربعاء من الدور ربع النهائي لمسابقة الكأس بعد خسارتهم إيابا على أرضهم أمام ليغانيس (1-2). وكان ريال الذي فاز ذهابا على ليغانيس 1-صفر، يعقد آمالا كبيرة على مسابقة الكأس بعد تضاؤل حظوظه في الدفاع عن لقبه بطلا للدوري كونه يحتل المركز الرابع بفارق 19 نقطة خلف برشلونة المتصدر الذي يخوض الأحد مباراة سهلة على أرضه ضد ديبورتيفو الافيس السادس عشر. ودفع زيدان بمواطنه المهاجم كريم بنزيمة في تشكيلته الأساسية مع لاعب الوسط ايسكو، فيما غاب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو والجناح الويلزي غاريث بايل والمدافع الفرنسي رافايل فاران والظهير البرازيلي مارسيلو. واعترف زيدان بعد الخسارة أمام ليغانيس بأن «النتيجة كانت منطقية لأن الفريق الخصم لعب مباراته أما نحن فلم نفعل ذلك. أنا المسؤول عن كل الذي حصل، وهذه انتكاسة بالنسبة لي»، معترفا بأنه عاش أسوأ أمسية له كمدرب للنادي الملكي. وكانت الخيبة كبيرة على وجه المدرب الفرنسي الذي قال: «خسرنا للتو مسابقة، ونحن متخلفون كثيرا في الثانية (الدوري)، ولا يبقى أمامنا سوى دوري أبطال أوروبا». ويدرك زيدان الذي فشل في محاولة الفوز باللقب الوحيد الغائب عن خزائنه كمدرب بخروجه من مسابقة الكأس، أن الوضع الذي وصل اليه النادي الملكي يجعل مصيره معه في مهب الريح رغم أنه مدد عقده مع الفريق الأبيض حتى 2020. وبعد بداية رائعة كمدرب للنادي الملكي وفوزه بثمانية ألقاب من أصل عشرة ممكنة، بينها اثنان على التوالي في دوري أبطال أوروبا ولقب الدوري المحلي الذي توج به ريال الموسم الماضي للمرة الأولى منذ 2012، يمر زيدان وفريقه بفترة صعبة للغاية. وطريق ريال لن يكون مفروشا بالورود في الأسابيع المقبلة لأنه يواجه اختبارا صعبا في الدور الثاني من مسابقة دوري الأبطال، إذ يلتقي باريس سان جرمان الفرنسي مع ثلاثيه البرازيلي نيمار والأوروغوياني ادينسون كافاني وكيليان مبابي. ويدرك النجم الدولي السابق أن الأمور يمكن أن تصبح أكثر تعقيدا مع فريق بحجم ريال مدريد، وهذا ما أشار اليه سابقا بالقول أن تمديد العقد لا يعني بأنه ضامن لمستقبله في «سانتياغو برنابيو». وجعل فلورنتينو بيريز الذي انتخب في 19 يونيو الماضي لولاية خامسة كرئيس لريال مدريد، من أولوياته تمديد عقد زيدان الذي استلم مهمة الإشراف على فريقه السابق في منتصف موسم 2015-2016 وقاده بعدها بأشهر إلى لقبه الحادي عشر في دوري الأبطال. ولم يصمد أي مدرب في ريال خلال القرن الحادي والعشرين لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، وإذا نجح زيدان في إكمال عقده الجديد حتى النهاية، فسيكون قد أمضى أربعة أعوام ونصف العام على رأس الإدارة الفنية لعملاق مدريد، لكن الوضع الحالي لا يدعو الى التفاؤل وخسارة جديدة السبت في معقل فالنسيا الثالث ستجعل مستقبله في مهب الريح.