(إن كان لا بد أن تتزوج وهو المفروض، فاقرأ كثيرا وتفهم ماهية الزواج وكيف تتعامل مع المرأة التي ستكون رفيقة حياتك، حتى ترتاح وتكسب). جالستني في أحد الممرات وجاذبتني أطراف الحديث كانت كنسمة هادئة ذات ابتسامة تنم عن طيبة، تقلبنا في أحاديث كثيرة وفجأة سألتني (هل المرأة حين تحادث شخصا غير زوجها لتشكي له، حرام) ابتسمت ظنا مني أنها تمزح أو تحاول أن تغير دفة الحوار لأمر يبعث على البهجة أو غير ذلك من الأفكار التي راودتني، ولكنها أصرت على معرفة هل هو صحيح أم لا؟ فلم اعرف ماذا أقول، بدأت بشرح إن كان من ذوي المحارم فلا بأس بذلك شريطة ألا تكون الشكوى متعلقة بأسرار الزوج او الزواج أو ما أمرها به أن يكون طي الكتمان لأن ذلك من حقه كاملا وعليها الطاعة فيه، وإن كان غير ذلك فمؤكد أن الشرع حرمه، ولم أتطرق للأحكام لأني لست بمفتية ولا حتى ناقلة للفتوى. فقالت: بعباراتها (تصدقين زوجي طلقني لأني علمته أني كنت أتكلم مع رجل غريب وأشتكي له ظروف حياتي). فساد الصمت، وأكملت: طبيعي جدا أن أبحث عمن أتحدث معه فقد تزوجني وأبعدني عن أهلي وأهله في بلاد غريبة، وأنا لا أتحدث أي لغة غير العربية وهو دوما بعمله وإن عاد لا يريد الحديث لتعبه أو لخروجه مع أصحابه غير المتزوجين ووجدت هذا الرجل حينما كنت أتسوق فسألني عن منتج وكانت البداية، واستمررت احادثه مع العلم أني لم أره أبدا بعد تلك المرة، ولكني كنت احادثه واشتكي له أمورا كثيرة، بداية من مرضي الذي إن اشتكيته لزوجي (قال: بلا دلع خذي بندول ونامي وتقومين طيبة ولا تغثيني كل شوي أنا مش فاضي) فكنت أضع رأسي أتجرع ألم البعد والغربة والمرض وكسر النفس. لم استطع ان أتكلم بل صمت لأرى ما النهاية، فتابعت: كان بالنسبة لي الأخ والأب والصديق وكان يصبرني بقوله سيأتي يوم سيتغير زوجك، ثقي بالله، اطلبيه أن تدرسي لغة، انشغلي، وكلها كانت نصائح جميلة. فأخبرت زوجي حين سألني مره فجأة من تحادثين فقلت له، فصمت وهجرني عدة أيام ومن ثم قال سنذهب لزيارة الأهل ففرحت، وقال: اجمعي أغراضك كلها ربما لن نعود لهذا البلد مرة أخرى وسنغادر لبلد آخر وأنا سأوصي من أعرف بإحضار باقي الأغراض، ففعلت ما طلب. ووصلنا للبلد فتركني عند أهلي وبعدها بأيام أرسل لي ورقة الطلاق قائلا لأهلي بأني خنته مع رجل آخر؟ فقلت لوالدي الأمر كله فصمت وقال: سيعوضك ربي خيرا منه. انا لا أعلم لماذا فعل هذا؟ هل أنا غلطانة؟ في تلك اللحظة كانت الممرضة تنادي فقلت: لنا حديث في وقت آخر حين أراك بإذن الله، فقالت: طيب وابتسمت لي، وكان آخر ما رأيت منها. وحتى الآن والله إني لا أعرف من هي ولا حتى ما اسمها؟ هذه هي إحدى الأمور وما خفي أعظم في كثير من الروايات هل أدركنا معنى (إن كان لا بد) فإن لم تدركوا فلي معكم وقفة أخرى لتدركوا هذا المعنى. دمتم بخير.