دان وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الأحد، إطلاق ميليشيا الحوثي التابعة لإيران صاروخا باليستيا إيراني الصنع على مدينة الرياض في 19 ديسمبر الماضي، معتبرين أنه اعتداء على المملكة. واستنكر الوزراء، في اجتماع طارئ عقدوه في جدة بناء على طلب المملكة، خرق ايران القرارات الدولية واستمرارها بتزويد الميليشيا التابعة لها بالسلاح، خاصة الصواريخ الباليستية، ودانوا تدخل طهران في بعض بلدان المنطقة وتغذيتها النزاعات الطائفية والمذهبية. دعم الرياض وشدد المجتمعون على دعم المملكة في مواجهة الإرهاب، وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة لمنع حدوث أو تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلا، ومحاسبة من هرب الأسلحة ودرب على استخدامها. وأكد الوزراء مجدداً التزامهم بدعم الحكومة الشرعية لليمن، مشددين على أهمية المساعي الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي كل أشكال التدخل الخارجي، ويضع حدا لمعاناة اليمنيين، وفق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني. وقال وزير الخارجية عادل الجبير: «إن النظام الإيراني لا يزال يواصل تهريب الصواريخ للميليشيا الحوثية في اليمن»، لافتا إلى أن الحوثيين أطلقوا 300 صاروخ تجاه السعودية. وأوضح الجبير في كلمته خلال الاجتماع أن مناطق مختلفة من المملكة تعرضت لاعتداءات الصواريخ الحوثية، لا سيما مكةالمكرمة قبلة المسلمين، مشيرا إلى الأعداد الكثيرة من الصواريخ التي يطلقها الحوثيون في اعتداءاتهم، ما يشكل تهديدا لسلامة وأمن المنطقة، والأمن والسلم الدوليين. إطالة الأزمة ونوه وزير الخارجية إلى أن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران تسعى لإطالة أمد الأزمة وزيادة معاناة الشعب اليمني، وتنتهج عمليات النهب والسرقة باعتراضها ل85 سفينة مساعدات، علاوة على قوافل وشاحنات الإغاثة، في ابتزاز واضح للشعب اليمني من خلال تحكمها بتلك المساعدات، وأضاف: «السعودية ودول التحالف العربي تعد لإطلاق عملية إغاثة شاملة للشعب اليمني»، وتابع: «الواجب علينا أن نقف جميعا ضد كل من يسعى إلى تمزيق العالم الإسلامي». وأشار الجبير إلى أن المملكة قدمت مساعدات لليمن بلغت نحو 11 مليار دولار أمريكي. ولا تزال عمليات الاغاثة السعودية مستمرة للشعب اليمني، لكن ميليشيا الحوثي تحول دون وصول المساعدات الى مستحقيها. خطر الميليشيا وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين في كلمته: «إن هذا الاجتماع يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن اعتداءات تلك الميليشيا الإجرامية».وأردف العثيمين أن الاجتماع لن يناقش فقط خطر صواريخ الميليشيا الحوثية، بل سيناقش أيضا كافة اعتداءات وانتهاكات تلك المجموعات الإجرامية في الاعتداء على الملاحة الدولية، ونهب المساعدات وتجويع المدنيين وغيرها من جرائم. وعلى هامش الاجتماع الوزاري، عقد فريق الاتصال التابع للمنظمة، المعني بالوضع في اليمن لقاء بمقر الأمانة العامة للمنظمة، برئاسة يوسف العثيمين. وأكد العثيمين في كلمته أن المنظمة تتابع عن كثب التطورات في اليمن، مشددا على مواصلة دعم وتأييد الشرعية الدستورية ممثلةً بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وحدة اليمن وجدد الأمين العام التزام المنظمة بالوقوف مع الرئيس هادي، ومع وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وفقاً للشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وأعرب العثيمين عن رفض المنظمة وإدانتها لرفض جماعة الحوثي الاستجابة للجهود الأممية والإقليمية لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق اليمنيين، واغتيالها مؤخرا الرئيس اليمني السابق وكبار السياسيين. كما جدد الأمين العام إدانتهم لمواصلة إطلاق الحوثيين، ومن يقف وراءهم بالعتاد والمال، لصواريخ باليستية على المملكة، واستمرار تجاهل تلك الجهات الداعمة للحوثي لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولما ورد في البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في 17 نوفمبر2016، الذي طلب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتهديد أمنها. وقوف وتضامن من جهة أخرى، جدد البيان الختامي لاجتماع فريق الاتصال التأكيد على التزامه القوي بالوقوف مع وحدة اليمن وسيادته واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، والوقوف والتضامن مع الشعب اليمني وما يطمح إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتنمية شاملة. وأشاد الاجتماع بالدور الذي تؤديه دول التحالف العربي وجميع الدول العربية والإسلامية في تقديم الدعم للقيادة الشرعية في اليمن والشعب اليمني ومساندة الحل السلمي وإعادة إعمار اليمن. وندد البيان وبشدة بالأعمال العسكرية لميليشيا الحوثي على الحدود اليمنية - السعودية، والقصف وإطلاق الصواريخ الباليستية الذي يستهدف المنشآت والمواطنين داخل أراضي المملكة، عاداً ذلك عدواناً سافراً على الأراضي السعودية وتهديداً للأمن والسلم والاستقرار الإقليمي. وأكد الفريق مواصلة العمل المشترك حتى لا يتحول اليمن إلى ملاذٍ لجماعات العنف والتنظيمات الإرهابية ومصدرٍ لتهديد أمن الدول المجاورة واستقرارها، مشددا على دعمه لجهود المبعوث الدولي للأمم المتحدة المعني بإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية وتجنيب البلاد المزيد من العنف والدمار.