عن جمعية الثقافة والفنون في الدمام، صدر مؤخرًا كتاب «فن الفيديو: الجماليات البصرية المتغيّرة.. التأثر والتأثير في التجربة العربية والخليجية» للكاتب السعودي والإعلامي في مجال الفنون التشكيلية والبصرية يوسف الحربي. ويُعتبر فن الفيديو منفذ تعبير بصريًّا معاصرًا، بدأ يطغى على الساحة التشكيلية العربية والخليجية، وله صداه وتأثيره العربي والعالمي، والكتاب من الحجم المتوسط يقع في 192 صفحة توزعت على أربعة محاور هي: فن الفيديو، تاريخ الظهور، أسباب الانتشار، وأهم رواده في العالم، فن الفيديو، والفن التشكيلي من حيث أساليب التعبير والمقارنات، وفن الفيديو وأنواعه، ظهور فن الفيديو في المنطقة العربية من التأثر والتأثير إلى المعارض والانتشار، مع طرح إشكاليات العرض، وما بعد العرض وتسليط الضوء على بينالي الشارقة، من حيث الريادة في النشر والتعريف بالفنون المعاصرة، وفن الفيديو، قراءة في أهم التجارب الخليجية التي اعتمدت هذا الفن، ومدى تأثيرها على الحركة الفنية في المنطقة. ولم يكتفِ الحربي بمجرد أرشفة الفن وتاريخه، بل واكب تطوراته وعروضه ومعارضه الكبرى، وتابع إشكالاته، ونقد التجارب بأسلوب بنّاء في معالم التعبير، حيث ركّزت قراءاته للأعمال على الجانب النظري التقني الأسلوبي الذي عالج المحتوى، وفسّر كل لحظة في المشهد، وتبعاتها المؤثرة على الفن، كما نبش في دلالاتها. في الكتاب بانوراما سردية تحاكي تاريخ فن الفيديو، وتعكس معرفة وبحثًا، فرغم قلة المراجع العربية والكتابات عن هذا المجال، تحمّس الكاتب في البحث؛ ليعرفنا على تاريخ هذا الفن عالميًّا وعربيًّا، بدءًا من «نام جون بايك، وإيتكين، وفيولا، وغراهم، وبرناي، إلى منى حاطوم، عبدالله صالومة، عادل عابدين»، وغيرهم من الأسماء التي أثرت بدورها على التجارب الخليجية، مستعرضًا تجارب خليجية وسعودية، قدّمت الفيديو آرت في العديد من الفعاليات والمعارض الفنية، مثيرًا المدارس الفنية المعاصرة من الدادائية التي انطلق معها التمرد الفني والسريالية والمستقبلية والدادائية الحديثة والمفاهيمية والواقعية المفرطة، والبوب آرت، والفوتوغرافيا؛ ليصل إلى فن الفيديو الذي بدوره انطلق تابعًا لفكرة الفيلم؛ ليستقل بذاته كفن خاضع للتعبير، وفق مقاييس جمالية بصرية؛ ليقوم الباحث بوضع الفيديو آرت في المقارنات بين كل الأصناف من الفيلم الوثائقي والفيلم القصير والفيلم التليفزيوني والسينمائي؛ ليطلعنا على الفرق الذي يميّز هذا العمل الفني. ويُعتبر الكتاب مرجعًا فريدًا ومميزًا يضاف للمكتبة الفنية التي هي بحاجة لمثل هذه المراجع التي تعالج فنًّا لا يزال النقاد يتعاملون معه على أساس أنه ليس فنًّا، وهو ما أراد الحربي أن يدقق فيه من خلال ملاحظاته التي ركّز فيها على ضرورة أن تتطور الحركة النقدية العربية؛ لتواكب المعاصرة، وتعبّر عنها وتوجهها حتى تتطور وتنضج وتخرج من الهواية إلى الاحتراف، خاصة أن العديد من التجارب العربية معروفة عالميًّا، وتعدّ نموذجًا هامًّا مثل تجربة بسمة الشريف وتجربة فيصل سمرة. ويُعدّ يوسف الحربي «بكالوريوس تربية فنية»، مسؤول الإعلام بجمعية الثقافة والفنون في الدمام سابقًا، ورئيس الجمعية حاليًّا، أحد الكتّاب الناشطين في المجال الفني البصري إعلاميًّا من خلال النشر الإلكتروني والورقي الخليجي والمحلي، ورأس عدة لجان إعلامية في عدة مهرجانات فنية وثقافية. يوسف الحربي