أربع ليالٍ شعرية لمهرجان بيت الشعر دورة علي الدميني، جمعت شعراء سعوديين وخليجيين وعربًا أكدوا ان هناك قفزة نوعية وكمية في التجربة الشعرية السعودية، مشيرين في حديث ل(اليوم) الى أن الشعر السعودي اصبح ينافس وبقوة على المستوى العربي بكل أشكاله وألوانه. تجربة ناهضة في البداية، قال الشاعر البحريني حسين فخر: التجربة السعودية تجربة شبابية ناهضة جدا والمهرجان خطوة جميلة في تجسير العلاقة بين الشبابين البحريني والسعودي، كما أن تجربة الشعر السعودي تتضمن أسماء ناهضة، فيما أعطى العمق الجغرافي للمملكة عددا مهولا من الأسماء، مما يصعب علينا التركيز على أسماء بعينها، لذلك فإن المهرجانات تعطيك الطريق المختصر او المباشر الذي يربطك مع الأسماء الشعرية. واشاد فخر بما قامت به اللجنة المنظمة للمهرجان من خلال استحداثها لميزة إضافية بدعوة الجيل السابق جيل الثمانينيات والسبعينيات، وتكريم شاعر مثل علي الدميني. وأضاف فخر: بدأت اختبارات القصيدة الحديثة في الجيل السبعيني سواء في البحرين او السعودية ومع مرور السنوات اصبحت هناك تجربة نمت وتشكلت بشكل صحيح، حيث اصبح هناك حضور ليس على مستوى النص والقصيدة، بل على مستوى الرواية، التي فرضت اسمها بشكل واضح وقوي من خلال ما نراه من فوز وتنافس في المسابقات العربية في الرواية. تظاهرة شعرية من جانبه، قال الشاعر التونسي رمزي بن رحومة: انا ممتن كثيرا لهذه التظاهرة الشعرية في بيت الشعر بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، الذي شهد تكريم الشاعر علي الدميني الذي يعتبر من الشعراء الذين يمتلكون تجربة شعرية قوية وحاضرة، وكانت فرصة للاطلاع على تجارب شعرية سعودية بعضها سمعت عنه والبعض قرأته، واليوم اطلع على تجارب جديدة لشخصيات شعرية أخرى لها ما يميزها، وأكبر ملاحظة في المهرجان تنوع الإبداعات الشعرية في هذا المهرجان. وعن المشهد الشعري في تونس، قال: هناك نزوع نحو المستحدث من الشعر من قصيدة النثر، ورغم ما فيها من جمال إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب، بسبب وجود معارض شعرية في تونس جوهرها ليس الشعر وانما الشكل، وهو ما يعني معارك بين مَنْ ينتصر لهذا الشعر مقابل مَنْ ينتصر لهذا الشكل. وعن الشعر السعودي، يقول ابن رحومة: من الملاحظ في الوقت الحالي أننا بدأنا بالخروج من مفهوم التعريف الواحد للشعر، وبدأنا نمضي في أكثر من تعريف وأكثر من مدرسة شعرية، وبدأنا ننفتح على كل الاشكال، بالنسبة لي سابقا كان الشعر السعودي ذا بنية وشعرية كلاسيكية، الآن هناك تمثل جديد للشعر يأتي من الملتقيات والفعاليات التي كنا نراها في معارض الكتاب في جدة والرياض، تلك الفعاليات خلقت نوعا من الاحتكاك مع الآخر ما يؤثر فيك في نفس الوقت الذي تؤثر فيه على الآخر. تنظيم رائع فيما قال الشاعر الكويتي نشمي مهنا: المهرجان يعتبر تنظيمه رائعا وهو ما تعودنا عليه ونسمع عنه في الكويت والخليج، من خلال التنوع الموجود فيه وما يحتويه من فنون الفيديو والشعر والمعارض التشكيلية وأيضا الندوات والاصدارات من الكتب، والاحتفاء بالشخصيات الشعرية ذات التأثير في الشعر والثقافة، وهو ما يعتبر ميزة حضارية للمهرجان بقيادة مجموعة شابة على رأسهم الشاعر احمد الملا. وعن الشعر السعودي، قال الشاعر نشمي مهنا: التجربة الشعرية السعودية، خاصة التجربة الشعرية الحديثة من التسعينيات خرجت عن نطاق الخليج إلى العربية وأصبحت تجاري النص الشعري الحديث في لبنان وسوريا، بل هناك تفوق لشعراء في المملكة على أسماء عربية شعرية، والموجود في السعودية وغير موجود في الخليج المجموعة الكبيرة من الشعراء التي حركت المياه الراكدة في النص الحديث وبالفعل نجحت تجاربهم (وهي الآن ليست تجارب) بل هي اثر واضح على كل النص العربي الحديث. وعن الشعر الكويتي لا نستطيع ان نسميه تيارا فهو لم يشكل تيارا، بل هي تجارب فردية مثل سعدية مفرح وعلي حسين الفيلكاوي وصلاح دبشة، كأسماء لم يتركوا اثرا كتجربة واضحة المعالم عربيا. حضور شعري الشاعر السعودي أحمد عائل فقيهي، قال: المهرجان بشكل عام يشكل تظاهرة ثقافية وادبية وابداعية كبيرة، دائما نلتقي في الشرقية وعبر جمعية الثقافة والفنون بنخبة من الشعراء والمثقفين وكانت البداية تكريم محمد العلي ثم فوزية أبو خالد والآن علي الدميني وهذه التظاهرة تدل على إدارة ناجحة، وكذلك الالتقاء بالشعراء والمبدعين وتكريم شعراء لهم حضور شعري كبير في المشهد الثقافي، وهذه المهرجانات تحرك الراكد في الحياة الثقافية والأدبية. هناك تجارب شعرية في المملكة تبشر بشيء كبير في المستقبل، وهناك مواهب ينبغي الاهتمام بها والالتفات لها حتى تشكل حضورا قويا في المستقبل، وانا متفائل بأنه سيكون هناك إبداع حي ومضيء في الوطن.