أكد د. عمر السيف رئيس مجلس ادارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون المشرف العام على مهرجان بيت الشعر الثالث «دورة علي الدميني» المقام بفرع الجمعية بالدمام في الحفل الختامي للمهرجان، امس الاول، أن شعراء الثمانينيات يعدون من الاجيال الاستثنائية لما قدموه في حقبتهم وسط ظروف صعبة حاولت ان تقمعهم وتطفئ حماسهم، إلا أن التاريخ دائما ما ينتصر للجمال. كرم علي الدميني وقال: «هو من أهم تجارب الزمن الجميل وتمثلاته، ممن ظلمهم حاضرهم فانتصر لهم المستقبل». ثم توجه بالشكر لضيوف المهرجان وللجمهور المتذوق ولكل من شارك في انجاز هذا المهرجان، وتوقف ليشكر الشاعر أحمد الملا الذي سيترجل عن إدارة فرع جمعية الدمام مع نهاية العام، مع بقائه مديرا لمهرجان السينما ومستشارا للجمعية، مشيرا إلى أن الجمعية تعد تكريما يليق بالملا، ليدعو بعدها الدميني لتكريم الملا بتقديم درع تذكارية. قصائد مغناة ابتدأت فعاليات اليوم الرابع والأخير بقصائد مغناة قدمتها فرقة «ياوان» غنى فيها الفنانان علي مبارك وعماد محمد ورافقهما أحمد فؤاد على الأورج وكريم قريش على الإيقاع، بأداء لقي تجاوبا حماسيا من الجمهور. غنت الفرقة خمس أغانٍ كان مطلع الأولى «بين بحرين كنتُ بحاراً»، و«جادك الغيث إذا الغيث همى» من التراث الأندلسي، كما غنت قصيدة للدميني من ألحان محمد عبدالباقي، وأغنية أخرى فلكلورية «مالي شغل بالسوق، مريت أشوفك» وكانت الاغنية الأخيرة «يا بنت النور». تلا ذلك عرض لأفلام الفيديو ارت للفنانين «أحمد منصور، محمد الفرج، ريم البيات، سارة أبو عبدالله». إبداع شعري في الأمسية الشعرية الاخيرة للمهرجان قدم الشاعر عبدالله ثابت سبع قصائد من أجوائها: «ربما كنت شبحاً يعدو بمرح في القرية/ يقوم بجلي الوادي/ قبل أن تصل قطعان الماشية والنشائد». ثم اعتلت الشاعرة المصرية ديمة محمود التي أدت واقفة ثلاث قصائد، من «مرثية مذكرة فقد الاغتيال» التي وجهتها للصحفي السوري ناجي الجرف الذي اغتيل عام 2015، قالت فيها: «هل كان الصيف يكيل بمكيالين عندما تعثر/ أم أن من بديهات الامبريالية/ أن تستفيض الوحوش في ابتلاع الغابة/ ويلتئم النجارون ليقتاتوا من صناعة التوابيت/ بحجة تنظيف المكان/ هل كان على الصيف أن يحضّر الأفران/ ليشوي قلوب الزوجات والعشيقات/ أم أن سياسات ضبط النفس/ تؤهلهن للملمة القبل السائحة على حواف الأسرة/ بفعل الانتظار والخذلان/ هل كان الصيف حكيماً عندما مسّد جفني ناجي/ فبدأت عيناه تتلألآن بكل هذا البريق/ الفاتح مصراعيه على الاستقراء والتعبير/ أم أن الذاتي فيه كان أقوى/ فاحتضن ابنتيه في ثوبي عرسهما باكراً جداً». بعدها شارك الشاعر حمد الفقيه بسبع قصائد قال في احداها: «نحن أحياء لأننا نحمل أسلحتنا/ وننظف بنادقنا/ ونروي قصص الحروب على أطفالنا/ قبل النومl..... وليس علينا أن نبحث عن أسباب للحرب في نظرة عدونا/ فلن نجد سبباً واحداً/ فالحرب تحدث/ فقط تحدث/ وعندما تحدث يجب المضي بها/ إلى الجدار/ يجب المضي بها إلى آخر عدو نتخيله». وقدمت الشاعرة الشابة «بثينة اليتيم» التي فازت بنشر مجموعتها الشعرية الأولى «سأعيد للقدر مكيدته» والتي نشرتها الجمعية مؤخرا، ست قصائد كانت الاخيرة بعنوان «رد المكيدة» قالت فيها: «وقفت على موته وقالت: هنا تخمد اللغة بلا حراك/ تصفّ عظام الأحرف التي انسلخت عن جلود الكلام/ إلى جوار بعضها على بسطة البؤس» ثم اعتلى الشاعر الكويتي نشمي مهنا الذي صدرت له أربع مجموعات شعرية فألقى سبع قصائد، منها قصيدة «من ثقب الليل». وكان ختام الأمسية مع الشاعر المبدع محمد الماجد، الذي صدرت له مجموعتان شعريتان. فألقى قصيدتين: الاولى بعنوان «وأسفرتَ عن جمرٍ» والثانية في الشاعر المحتفى به «علي الدميني» بعنوان «يا جار غامد» قال فيها: «فديت غامد/ من ناشرين على النقا أشعارهم/ بيض المفالج/ بنا من الأوزان ما يكفي/ ومن زبد القصيدة مثل عالج/ سنحت (بروق العامرية)/ فاستويتَ على السحاب/ ولم تكن ليلاكَ من بين الهوادج/ فلمَ اغترابكِ في الدِلال/ وما مقامكَ في المباهج/ قد مسّنا ضر النوافل والتهجد في هزيع المخبتين فلا تعالج». الشاعر الدميني يكرم أحمد الملا (تصوير: عبدالله السيهاتي)