سعدنا كثيرا خلال سنة 2017 بالتغير الجذري القادم للرياضة السعودية وتمكينها في عدة مجالات، ومن ضمن التعديلات والقرارات الجديدة التي تصب في مصلحة مواطني المملكة العربية السعودية قرار استحداث اتحاد الرياضة المجتمعية، وسعدنا ايضا برئاسة الاميرة ريما بنت بندر بن سلطان لهذا الصرح القادم، فهي الشخص المناسب في المكان المناسب لما تحمله من صفات القيادة والتقبل الثقافي والاستعداد للعمل الجماعي والانخراط بأي بيئة عمل تتوجب الرقي بهذا الاتحاد الرياضي الجديد، ومن الايجابيات التي قامت بها الاميرة ريما مؤخرا عمل ورشة عمل وجعل الاتحادات الرياضية الاخرى شريكا لتوسيع القاعدة وهذا يأتي متماشيا مع رؤية السعودية 2030 ان الرياضة تكون للجميع. وقد تم التطرق في الورشة لعمل منصة رقمية شاملة لكل ما يتعلق بالرياضة كان الهدف منها جمع معلومات عن ممارسي الرياضة في المملكة العربية السعودية، وتقديم الخدمات اللازمة لهم وهذه خطوة ممتازة جدا، ولكن لو نظرنا في تعريف الرياضة المجتمعية كما هو مدون في موقع الهيئة العامة للرياضة رأينا أنها تخص الرياضيين غير المحترفين بهدف القضاء على السمنة وأمراض السكري وغيره، والمقصود بالرياضيين غير المحترفين، الذين لا تكون لهم صلة بأي اتحاد رياضي آخر سواء كان طلابا او موظفين او سيدات او رجال اعمال، حتى ان كانوا اطفالا او حتى المغتربين المتواجدين في بلادنا الذين يحتاجون لمتنفس احيانا لقضاء اوقات ممتعة ومفيدة للصحة عموما. وبالنظر الى بعض الامثلة، ففي الولاياتالمتحدةالامريكية عام 1989 ميلادي قامت الجهات المعنية بالرياضة المجتمعية بإحياء دوري كرة السلة في المجتمعات المحلية الفقيرة والمحرومة وتوفير فرص اللعب وقد قام بإنشائه جون يونج والآن يخدم 200 مجتمع محلي، كذلك ما قامت به منظمة ستريت سوكر وهي منظمة غير ربحية مدعومة من حكومة الولاياتالمتحدةالامريكية، هدفها الحصول على الرجال والنساء المشردين في الشوارع وتشجيعهم للاشتراك في برامج كرة القدم الشعبية لتحقيق التغيير الاجتماعي، وهي شبكة وطنية تدعم وتعزز القضاء على التشرد والفقر في الولاياتالمتحدةالامريكية حتى وصلت عدد الفرق الرياضية الى الآن اكثر من 12 فريق كرة قدم محلي. كذلك النجاحات التي قامت بها منظمة بلوس العالمية وهي منظمة تقدم التدريب التربوي للمجتمعات من خلال برامج الرياضة وتعزيز التنمية البشرية الإيجابية والتغيير الاجتماعي، فمنذ عام 1984 وصلت الى أكثر من خمسة آلاف طفل، وتمكنت ايضا من تدريب ألفي مدرب ومعلم في المخيمات وبرامج ما بعد المدرسة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة وقبرص وكندا وهونج كونج، إذ توجد بتلك المنظمة اثنتا عشرة خطوة أساسية تمكن للمجتمعات استخدامها منها خطوات تطوير علاقات محترمة وفهم كيفية تعلم الأطفال لعمل المجموعات، وهناك منظمات أخرى كثيرة كمنظمة «أطواق الامل» بجنوب افريقيا ومنظمة «الانديز» في الهند، وهي منظمات مجتمعية رياضية ومنظمة «لوريس سبورت»، التي استهدفت التعليم في الرياضة بالاندماج التعليمي، وكلنا أمل ان تؤسس الرياضة المجتمعية بالسعودية لمثل هذه المنظمات، بل أقوى لتفعيل مجتمع صحي رياضي.