قدّم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، نائب أمير المنطقة الشرقية، يوم أمس الثلاثاء، عزاء ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لأبناء وذوي الفقيد الشيخ محمد الجيراني قاضي الأوقاف والمواريث بمحكمة القطيف -رحمه الله- الذي اغتالته يد الغدر الآثمة بعد اختطافه ثم الإقدام على قتله وإخفاء جثمانه في منطقة مهجورة، حيث أشاد سمو وزير الداخلية وسمو النائب بمواقف الشهيد البطولية، التي جسّدتْ معنى المواطنة والانتماء للوطن بعيدا عن المذهبيات، على اعتبار أننا نعيش في وطن هو لكل أبنائه بمختلف طوائفهم على حد سواء. لقد كان فضيلة الشيخ الجيراني واحدا من الأصوات القوية التي تصدّتْ لمحاولات تغوّل بعض دول الإقليم للعب على الوتر الطائفي، في محاولة بائسة لتمزيق الوحدة الوطنية، عبر بعض العناصر الإرهابية المؤدلجة التي تعمل لصالح أجندات خبيثة لا تريد لهذا الوطن وأهله إلا السوء. وتأتي زيارة سمو وزير الداخلية، وسمو نائب أمير المنطقة لمحافظة القطيف، وتقديم العزاء لذوي الفقيد لتؤكد على سمو هذا الوطن العملاق وتماسك مفرداته، ولتعكس، في ذات الوقت، شموخ قيمة المواطنة التي سبق وأن عبّر عنها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لدى تقديمه العزاء في وفاة الشيخ الفقيد في إثنينيته، عندما أشاد بمناقب الفقيد، ووصفه بأحد رجال العلم المخلصين الذين يحرصون على حماية الوطن من الأفكار الهدامة، مؤكدا على استمرار الدولة في ملاحقة أولئك الذين لا يرعون حرمة للأبرياء، ولا يقدرون حرمة النفس البشرية، وهو الرجل الذي طالما شهد مجلسه كل ألوان الطيف الوطني في أبلغ تعبير عن الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، رغم كل محاولات العابثين ممن يجندون هؤلاء القتلة في محاولة لخنق أصوات الحق والعدل التي تدرك قيمة الوطن، ومعنى المواطنة. ولا بد أن زيارة العزاء هذه لذوي الفقيد الجيراني في محافظة القطيف، وعلى هذا المستوى الرسمي الرفيع، ستبعث رسالةً شديدة الوضوح لقتلة الشيخ الجيراني، وكل الإرهابيين الذين استهدفوه كما استهدفوا رجال الأمن والمواطنين، بأنه لا مكان لهم في وطنٍ يتشكل نسيجه بهذا القدر من المتانة، ولا سبيل لهم بالتالي لتحقيق مآربهم الخبيثة، لأنه وطنٌ محمي بعقيدته، وإخلاص قيادته، ولُحمة مواطنيه. رحم الله الشيخ الفقيد، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.