يتفق الجميع على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» رجل دولة من طراز نادر، ورجل تاريخ في نفس الوقت، ويعرف بالتالي كيف يمكن ترسيخ الدول، وكيف تُبنى من جديد، وكيف يمكن أن تسترد شبابها؟ ويعرف أيضًا أن لكل عصر استحقاقاته وأدواته وآلياته؛ لذلك عندما أدرك بفراسته سمات النجابة والنبوغ والإقدام في سمو الأمير محمد بن سلمان، وضع ثقته فيه، وقلَّده ولاية العهد؛ ليتيح الفرصة للشباب السعودي لأن يضعوا أيديهم بيدي سموه ليُحدِثوا نقلة استثنائية في نهضة بلادهم. الأمير محمد بن سلمان، الذي نهل من مدرسة سلمان، يعرف ماذا يريد القائد المحنك، وأين هي المنزلة التي يتوسّمها لبلاده؛ لذلك سارع إلى نقل تلك الإرادة الملكية برؤيته لتصبح مشروعًا، لا بل مشروعات يراها العالم أجمع تتوالد تباعًا على هذه الأرض الطيبة، عبر أمير شاب يريد أن يوقف عجلة الزمن ليجعلها تتسع لكل أحلامه وتطلعاته. أمير يقول إنه في عجلة من أمره؛ لأن ما يحمله من أحلام لبلاده أكبر من أن يستوعبها العمر.. وبالفعل، يرى مَن بالداخل قبل الخارج القفزات الكبيرة على كل المستويات المعيشية والتخطيط. ليس لذلك فقط تكون الدهشة والقفزة؛ لأن تجارب نقل الدولة من مرحلة إلى مرحلة يقظة، ليس بالأمر الهيِّن، وفي مرحلتنا هذه كل المعطيات تثبت وجود الإرادة القادرة على بناء مرحلة جديدة، وصياغة أكثر جدية. إذًا هو الانحياز الكامل للدولة مع المواطن، في الحاضر والمستقبل؛ لصياغة إنسان الوطن الجديد، وهذا الانحياز يمثل المرحلة التي نخوضها داخليًّا وإقليميًّا في معركة البناء الكبيرة. حقًّا إننا أمام إرادة ملك مِقدام لبلاد تعانق عنان السماء، يحملها على كاهله أميرٌ لا حدود لتطلعاته ورؤيته المستنيرة.