قال تعالى «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» حروف من نور، تسر العيون وتسعد الصدور، إنه كلام الله الذي ينير عقولنا ويفتح آفاقنا، كم نحن بحاجة عظيمة للتعامل مع كتاب الله والإبحار في كل حرف، إنه حب وفخر وأجر وسعة صدر، إنه كلام الله سر السعادة على الارض وطريق الى جنة عرضها السموات والأرض، يجب ان تبحر به عقولنا، انه اعظم كتاب لبناء الذات البشرية، سوف نجد فيه كل العلوم والمعارف والسكينة والحب، لماذا لا يكون كتاب الله هو رفيقنا في كل طريق؟. نحن بحاجة لتدبره والتعمق في حروفه تعمقا يحتوي أعماقنا، فحفظه وتلاوته وتفسيره سعادة عظيمة لكل النفوس البشرية، ولكن نحن بحاجة للمزيد من التعمق والتأمل في كل ما يحتويه هذا الكتاب العظيم، لماذا لا نكرس حياتنا ونقف عند كل آية للتبصر؟ وكما قال عز وجل «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» إنه سر السعادة الأبدية فهو مصدر الحكمة والتشريع في حياة كل انسان، وكل حرف فيه يترجم ويوضح حياة البشر. إننا بحاجة للإبحار في كلام الله العظيم، لانه كنز عظيم في كل علوم الدنيا والاخرة، انه غذاء الروح الذي يبث السكينة والطمأنينة، فهل نتبصر ونتفكر فيما يسعدنا ويبث روح الهداية والتسامح في كل امور الحياة، كم نحن بحاجة للتأمل في حروفه واستنتاج كل ما يسعد النفس البشرية، وكم أتمنى ان تكون لدينا مراكز متخصصة تعمل على البحث في اعظم كتاب، ونستخرج ونتأمل ونتدبر كل حروفه ونرسل للعالم اجمع رسائل حب ووفاق وتقارب واتفاق. الجميع بحاجة لان نبني أعماقنا بما يحتويه هذا الكتاب العظيم، فكلماته وحروفه تربطك برب الكون في كل امور حياتك، ان اول آيات نزلت هي آيات العلم والمعرفة «اقرأ باسم ربك الذي خلق» انه امر صريح للبحث والقراءة والإبحار في العلم بكل الأساليب التي ترتقي بالبشر، وآخر آية نزلت في القرآن كانت «واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون» سورة البقرة. انه كلام عظيم يكفل السعادة ويكره الظلم والغدر، اننا بحاجة للتركيز في كل حرف وكل آية وفتح مجالات متعددة للبحث وإصدار الكتب وارسال رسائل حب للعالم اجمع تنطلق من هذا القرآن العظيم. كم نتمنى أن تكون لدينا أكاديمية وجامعة وتخصصات متنوعة تبحث في كل حرف وكل آية وكل سورة، ان فيه اعجازا ربانيا عظيما ونستطيع ان نبني النفوس على هداية وحب وتحليل نفسي يحدد حكمة العلي العظيم، يجب ان يكون ذلك الكتاب الذي هو كلام الله مرجعا لنا يزيد تقاربنا وننبذ به كل فكر يتعارض مع شريعتنا السمحاء التي تكفل لنا سعادة الدارين.