يأتي يوم الجمعة السوداء كل سنة إيذانا ببدء شراء الهدايا لأعياد الميلاد ورأس السنة، وقد بدأ هذا التقليد قديما حيث تقول بعض المصادر انه بدأ 24 سبتمبر من سنة 1869، وفي ذلك الوقت لم يكن اسمه الجمعة السوداء، حيث تسبب السيد جي جولد والسيد نيمسك باللعب بأسعار الذهب وتضخمها، وهذا تسبب فيما بعد بانخفاض أسعار الذهب وأسعار السلع الأساسية الى حوالي 50% مما تسبب بأزمة للاقتصاد الأمريكي وتوقفت حركة البيع والشراء وتعطلت الأسواق. وللخروج من هذه الأزمة الاقتصادية بدأت متاجر التجزئة بعمليات تخفيضات كبرى تصل الى حوالي 90% ولإنجاح هذه الحملة قررت الحكومة الأمريكية إعطاء إجازة رسمية لهذا اليوم لجميع موظفي الدولة والمدارس لتحقيق أقصى المكاسب الاقتصادية، واستمر هذا التقليد الى يومنا هذا، وبدأت كثير من الدول الأخرى بإقرار يوم الجمعة السوداء حتى وصل الى الدول العربية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما تأثير يوم الجمعة السوداء على الاقتصاد الكلي وسوق الأسهم، وللجواب عن هذا السؤال قام السيد مارك هولبيرت سنة 2008 بدراسة وتحليل سوق الأسهم وتأثير يوم الجمعة على سوق الأسهم خلال السنة كاملة، وتبين انه لا يوجد تأثير فعلي لهذا اليوم على باقي السنة، وبالتالي توصل الى أن يوم الجمعة السوداء قد يكون له تأثير تجاري على المدى القصير فقط ولا يؤثر أو يضيف على الاقتصاد الكلي، وهذا اليوم لا يتعدى كونه عملية دعائية وتصريفا للبضائع القديمة، وبالتالي أستطيع أن أقول برأيي المتواضع إن نقل هذه التجربة الى أسواقنا المحلية لن يضيف أي جديد للاقتصاد السعودي، بل بالعكس سوف يستغل ضد مصلحة المستهلك، وعليه نتمنى من وزارة التجارة والبلديات وضع القوانين التي تحمي المستهلك من استغلال التجار للجمعة السوداء.