أحاول جاهدة في صباح كل يوم ألا أفرط في اثنتين الجريدة والقهوة، فإحداهما تدفعني للجنون والأخرى تعيدني لمنتهى العقل، هذا لو استبعدنا وجود بعض وسائل التواصل الاجتماعية التي تتعمد تشويه الواقع، وتداول الناس لها على أنها حقائق صريحة. سأقرأ معكم اليوم الردود المجتمعية إزاء قرار ادانة انتهاك إيران لحقوق الانسان، مع علامة استفهام وشعور بالخذلان لمواقف بعض الأصدقاء من الدول العربية والمسلمة اما نكاية واما مساومة والذي يطيل من استمرار الحروب والمآسي في منطقتنا كلها، وشعور بالامتنان تجاه مندوبنا وفريق العمل السعودي في الأممالمتحدة وما يواجهونه من تحديات لمواءمة ولن أقول توحيد الرؤية العربية والإسلامية الأممية. فحوى القرار الأممي الايجابي جداً هو اصدار اللجنة المعنية بالشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية في الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدين إيران بأغلبية 83 صوتا مقابل 30 صوتاً معارضاً وامتناع 68 عضواً عن التصويت. ويعتمد قرار الادانة وهو مقترح «كندي» على التقرير الأخير للمقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في إيران، عاصمة جهانغير، والذي أعربت من خلاله الجمعية العامة «عن بالغ قلقها إزاء ارتفاع حالات عقوبة الإعدام وتنفيذها على المراهقين. ودعت اللجنة الى «عدم تعرُّض أي شخص للتعذيب»، ووقف «الاستخدام الواسع والمنهجي للاعتقال التعسفي» و«الظروف القاسية في السجون»، وطالب السلطات ب«إنهاء القيود الواسعة الخطيرة على حرية التعبير والمعتقد، والاجتماع، وحرية التجمع السلمي باستخدام الفضاء المجازي أو خارج الحدود»، و«إنهاء المضايقات والترهيب». وأما تأويل المغرضين وتداول رسائل تشويه لتفسير إحجام بعض الدول عن التصويت بزعم أنه انحياز ضد قانون المثليين. ولا أظن إيران بحاجة لحماية ختاماً، السعودية دولة برؤية، والقيادة تراهن على التفاف الجميع حول الوطن، والمجتمع السعودي مجتمع يزخر بالشباب ويقدر الخبرات ويطمح من خلال الجميع أن يصل لعنان السماء، ونحن قادرون على حماية مقدساتنا ووطننا لكننا لسنا بغنى عن المجتمع الدولي وأمامنا الكثير من العمل داخلياً وخارجياً.