ميز الله الإنسان بالعقل وجعله مناط التكاليف الشرعية وحتى يتمكن من تسيير الأمور الحياتية ويتمكن من التحكم بالأشياء الايجابية والسلبية. من المتعارف عليه والشائع بين الناس أن يسمع الواحد منا عبارات مثل فكر بايجابية، تصرف بايجابية، اعمل بايجابية، ولكن البعض منا لا يأخذ هذه العبارات بجدية وبمعناها الصحيح؛ لأنه لا يفهم ما الذى تعنيه بدقة، واذا تحدثنا عن الايجابية فهي نعمة من نعم الله عز وجل على الانسان إذا تمسك في حياته بالايجابية وما يتوقع أن يحصل عليه من الخير والنجاح في الدنيا والآخرة. والله سبحانه وتعالى حث على الايجابية في القرآن الكريم وجاء الأمر من الله إلى الناس ليكونوا ايجابيين في حياتهم. والكثير منا يتساءل كيف أكون ايجابيا؟ وكيفية التطبيق في كافة تفاصيل الحياة والتصرفات، وخاصة في حالات ان يكون الشخص بأفكار سلبية مثل حالات عدم السعادة أو تصبح الحياة صعبة أو تضيق ظروف الحياة، الكثير منا يعلم كيف يكون ايجابيا لكن لا يعلم كيف يفعل ذلك؟ الايجابية مهارة مثل باقى المهارات التي يكتسبها الإنسان بالتعلم والتدريب المستمر، والأمر في هذا الجانب يتعلق بعاملين أساسيين هما طريقة التفكير وطريقة التصرف، وكلا الأسلوبين قابل للتغيير والتطوير. بمعنى أن الايجابية ما هي إلا مزيج من طريقة التفكير وطريقة التصرف التي يسلكها الشخص، فاذا كان الشخص يرغب في نتائج مفيدة وناجحة فعليه أن يكون حريصا في طريقة التفكير التي يجب أن تتسم بالايجابية المستدامة. قبل أى شيء نريد أن يدرك الشخص أفكاره ويتنبه لها جيدا وإذا ثبت أنها سلبية فعليه العمل باحلالها بأخرى ايجابية بدلا من أن ينتقد الفشل أو القيود أو عدم القدرة على التركيز أو القصور العقلى أو الجوانب الاجتماعية مثل الغنى أو الفقر، يجب عليه أن يردد دائما الكلمات الايجابية بينه وبين نفسه (أنا استطيع) (أنا قادر على فعل..). وهكذا من التعبيرات التي توحي بالايجابية لصاحبها ولغيره من المحيطين به حتى لا تتسلل السلبية، فنحن نخلق داخل عقولنا نوعية الحياة التي نرغب أن نعيش داخل أسوارها، فاذا كان التفكير ايجابيا فسوف تتحول حياتنا الى ايجابية بشكل تلقائي، واذا كان التفكير سلبيا يكون الشخص غير سعيد؛ لانه يفكر بهذه الطريقة التي يستطيع تغييرها، والأمر لا يتطلب مجهودا كبيرا حتى يستطيع فعل هذا التغيير وبناء على ذلك سيحدث التغيير في الأفعال والتصرفات التي بموجبها تقوده إلى النجاح والسعادة.