إن من ضمان استمرار العلاقات البشرية بين الناس هو حب التعاون وإسداء الخدمات بقدر استطاعة كل فرد منا، قال تعالى: (وتعانوا على البر والتقوى) لكن هل نرى ذلك يحدث في هذا الزمن؟ للأسف الذي نراه اليوم من البعض ليس تقديم مساعدات وخدمات لله وفي حب الله إنما المساعدات والخدمات أصبحت عملا مقابل أجر وفائدة شخصية او مالية. ليس من العيب أن يعمل الشخص عملا نظير أجر له إذا كان هذا العمل للتكسب ومصدرا للرزق، لكن إذا اصبحت المعاونة وخدمة الأشخاص في الحياة تحكمها المصالح والماديات فهنا يندثر معنى التعاون الحقيقي حيث تبسط المصالح وحب الذات أجنحتها على علاقتنا كبشر. لذة التعاون تكمن حينما لا يتخللها أي مقابل، والحمد لله أنهم قلة الذين جعلوا حياتهم أشبه بحياة السيد والخادم، لا يقدمون عطاء الا عند ضمان المقابل لهم وكذلك يعترف بكل امتنان بجميلهم، ما أجمل الحياة التي تتصف بصفاء النية وحب الناس لا الذات وحب التعاون يتوجها رجاء ما عند المولى جل وعز.