الجودة Quality الكلمة الأكثر ترددا في عالم المنتجات والخدمات، وهي الهدف الذي تسعى إليه القطاعات كافة سواء قطاع الأعمال الإنتاجي والخدمي، القطاع الصحي، القطاع التعليمي، القطاع الحكومي، القطاع غير الربحي من جمعيات ومؤسسات وهيئات خيرية واجتماعية وتطوعية. الجودة مسئولية الجميع لكن حجر الزاوية في النهوض بها هو القيادة اليومية، تشبيها لها بذلك الحجر الذي يكون في مركز القبة العلوي ماسكا الأحجار الأخرى ومثبتا إياها كما صممها الفن المعماري. ولذلك كان شعار «الاحتفاء بالقيادة اليومية» اختيارا ذكيا لفعاليات ملتقى الشرقية للجودة 2017، التي أقيمت الأحد الماضي بتنظيم فرع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بالمنطقة الشرقية، وفرع الجمعية السعودية للجودة بالمنطقة الشرقية بهدف نشر مبادئ ومنهجيات القيادة المؤثرة والواعدة التي تستطيع دفع المنظمة لتحقيق التميز ومزيد من الجودة، وجاء هذا الملتقى متزامنا مع اليوم العالمي للجودة، مسلطا الضوء على دور القيادة كقلب نابض في جسد المنظمات لدعمها بكافة مقومات النجاح واستمرار تقدمها نحو النجاح، كما جاء في كلمة رئيس فرع الجمعية السعودية للجودة بالمنطقة الشرقية، عبدالعزيز المحبوب. ومن أفضل ما قرأت عن (القيادة اليومية) ومهاراتها ما سطره بيترج.دين Peter J. Dean في كتابه (القيادة للجميع) Leadership for Everyone، حيث أسس منهجية (leaders) التي تشتمل على المهارات الأساسية التي ينبغي أن يمارسها القادة ليكون لهم الأثر الفاعل في مسار الجودة، وتشير تسمية المنهجية (leaders) إلى الأحرف الأولى للمهارات السبع للقيادة: L: استمع وتعلم، فهذا يتيح لك الفرصة لأن تكتسب تبصرا عميقا بمكنونات العاملين معك والإمكانات المتيسرة. E: تقمص مشاعر الآخرين وعواطفهم. فالاهتمام بفهم محتوى رسائل الآخرين ومن خلال هذا الإدراك تكون أكثر قدرة على التصرف كقائد يستجيب للآخر بصبر وشجاعة وإنصاف. A: اهتم بطموحات العاملين وما يتطلعون إليه والعمل على إلهامهم ومساعدتهم في تطوير أهدافهم. D: شخص الموقف وضع التفاصيل، من خلال الخبرات والتجارب الماضية يمكنك تكوين الاستعداد الكافي لفهم ومعرفة أداء الشخص في عمله. E: شارك في سبيل غايات نبيلة، من خلال صدق النية في تحقيق أفضل معدلات الجودة. R: تجاوب مع الآخرين بكل احترام..والنظر إلى مكامن القوة والاحتمالات التي يجلبها ذلك الآخر إلى طاولة الحوار وأن توفر جوا من الاحترام المتبادل. S: تحدث بموضوعية ودقة ووضوح بحسن انتقاء الكلمات ونبرة الصوت وتعابير الوجه والتواصل البصري مع الآخرين ولغة الجسد. ولن نجد صعوبة بعد الاطلاع على هذه العناوين من أن نكتشف ما لدينا في الإسلام من القيم والمبادئ والمعتقدات التي تشكل جوهر الثقافة والسلوك التنظيمي، وتحدد معالمه وضوابطه ليصل إلى غايته بكفاءة وفعالية. بدءا بالاستماع الواعي:{الذِين يستمِعُون القول فيتبِعُون أحسنهُ} سورة الزمر (18) وانتهاء بالتحدث بموضوعية ودقة:{يا أيُها الذِين آمنُوا اتقُوا الله وقُولُوا قولا سدِيدا} سورة الأحزاب (70). لقد سعى الإسلام دائما إلى الجودة بما دعا إليه من إتقان العمل وممارسة الاحسان في كل مجالات الحياة، كما جاء في كلام النبوة (إِن الله كتب الإِحسان على كُلِ شيءٍ) رواهُ مسلم.