لقد قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في ليلة مطاردة الفساد والمفسدين: «.... واستشعارا منا لخطورة الفساد وآثاره السيئة على الدولة سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، واستمراراً على نهجنا في حماية النزاهة ومكافحة الفساد والقضاء عليه، وتطبيق الأنظمة بحزم على كل من تطاول على المال العام ولم يحافظ عليه أو اختلسه أو أساء استغلال السلطة والنفوذ فيما أسند إليه من مهام وأعمال، نطبق ذلك على الصغير والكبير لا نخشى في الله لومة لائم، بحزم وعزيمة لا تلين، وبما يبرئ ذمتنا أمام الله سبحانه ثم أمام مواطنينا، مهتدين بقوله تعالى: «ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين» وقوله صلوات الله وسلامه عليه: «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». ولما قرره علماء الأمة من أن حرمة المال العام أعظم حرمة من المال الخاص بل وعدوه من كبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى: «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل»، وإيماناً منا بأنه لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام». وكمواطن متضرر من الفساد والمفسدين والفاسدين، يعلم أن بلده يستحق مكانة يسعى إليها وهناك من لا يريد له أن يصل إليها طمعاً أو جهلاً أو تكاسلاً أكتب وأقول: قاتل الله الفساد يبدأ بصاحبه فيرديه، يحطم طموحه، ويلوث كرامته، ففي أذكياء الفاسدين من لو نجا من الفساد لكان من المؤثرين في هذا الزمان. قاتل الله الفساد، فكم عطل من تنمية وسبب من آلام، فلو سلم المسروق من السارق لكان فيه سد احتياج ومعالجة جراح. قاتل الله الفساد، فكم سبب من ألم لمحب، وفرح لعدو متصيد، وإحباط لمبدع، حتى جعل القائل يقول: لماذا تعمل وغيرك ينهب؟! وقاتل الله السكوت عن الفساد، فهو السبب الرئيس لتكاثر الفساد والفاسدين، وعندما يأمن الفاسد من العقاب فسيتردى ويسوم الفقراء سوء العذاب. خطوة مباركة، وهنيئاً للمتعظين، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، ومن نجا من حساب الدنيا المؤقت، لم يفلت من حساب الآخرة طويل المدى.