في برنامج «سيدتي»، الذي يذاع على قناة روتانا، ظهرت السيدة سارة محمد، وهي بكامل صحتها وعافيتها، بعد أن منّ الله عليها بالشفاء التام من مرض سرطان الثدي الذي أصيبت به. وكعادتنا كبشر، فقد أسعدنا هذا الخبر. لكننا لم نكن نتوقع أن نسمع منها ما هو صادم ومؤلم. تقول سارة: إن زوجها هو أول مَنْ تخلى عنها فور علمه بخبر مرضها. وتضيف: لقد أخبرني بأنه قد استغنى عني، ولم يطلقني لأنه كان يريد مني البقاء مع أبنائنا، قائلا: «البيت بيتك». البيت هو «السكينة»، لكن السكينة ليست جدرانا ومجالس وخدما وحشما، بل مشاعر مشتركة، وأحاسيس مرهفة. السكينة هي سكينة النفس لا المكان، سكينة الروح التي تبحث عمن يسندها في وقت الشدائد. ولأنها شجاعة فهي لم تبك على الهواء، مع أن ما مرت به من آلام ومعاناة جراء المرض وجراء الجحود، يجعل من البكاء أبسط وسيلة لغسل تلك الأوجاع. في قصة هذه البطلة، محطات كثيرة، أولها: أن الشفاء من هذا المرض ممكن بإذن الله، متى ما تم الكشف عليه مبكرا، ومتى كانت هناك إرادة لدى المريضة للتغلب عليه. وثانيها: أن الدعم النفسي والمؤازرة من قبل المستشفى المعالج، والجمعيات التطوعية، وأقارب المريضة وصديقاتها، يعتبر بمثابة العلاج الموازي والمكمل للعلاج الطبي الذي تتلقاه. أما ثالثها: فهو أهمية أن يكون الزواج مشروع حياة بحلوها ومرها، لا مشروع مصالح زائفة. شكرا لهذه السيدة العظيمة التي لم تتخل عن أبنائها، وتحملت غدر زوجها، وحاربت هذا المرض الخبيث. أما زوجها فقد انكشف أمام أبنائه وأقاربه ومعارفه. لقد انتصرت ليس على المرض فحسب، بل حتى على غدر ذلك الزوج الجبان. جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي وما شكري لها حمدا ولكن عرفت بها عدوي من صديقي ولكم تحياتي..