ذكرت في عدة مقالات سابقة، علاقة تطورنا كمكتب بالمستشارين، ومدى تسارع التطور بوجودهم وبشكل طردي، والعكس في عدم وجودهم. الشاهد هنا ليس تقليلا من شأن فكر الفرد، بل هو في الواقع تعزيز لفكرة استشارة الخبراء الثقة، قبل المضي قدما في منعطفات قد يكون أخذها بلا مشورة منعطفات (فوق حدر) تعود بنا للوراء، بدل التقدم والاقتراب نحو الرؤية الناجحة المنشودة للمؤسسة أو الشركة. فأنت حين تستنير برأي الخبير، فأنت تطبق سنة نبيك الكريم- صلوات ربي وسلامه عليه- بمشورة أصحاب الرأي والفطنة وفي الوقت ذاته تقف على أرض صلبة، بدل أن تنساق خلف هوى شخصي أو ميول أو توجه معتاد، ونمط مكرر، لا يخلق من مواقف الأمور إلا ظروفا مشابهة وأحوالا تكاد تعيد نفسها، وفي عالم الأعمال إن لم تتحسن وتتطور فأنت في عداد المتخلفين، عفوا، عن ركب الناجحين المتألقين. وأود أن أبين نقطة ضرورية، وهي أن تثق بحدسك حين تستشير خبيرا، قبل توقيع العقد كبداية، ولتعزيز ذلك عليك بالسؤال عنه وتجريبه في مواقف محددة أو عقود صغيرة قبل الالتزام المادي الكبير. فمن تجربتنا وجدنا مستشارين مظهرهم خبير لكن في حقيقتهم عند التجربة ليس لديهم إلا نسخة من الدراسة التي يعدلون فقط فيها الأرقام ويسلمونها لك عبر البريد، حتى بلا عناء وتكلف لطباعتها! ونقطة مهمة أخرى هي ضرورية في استثمارك، وهي إن شعرت أنك تفهم كل شيء وتستطيع حل كل الأمور بنفسك فأسأل الله لك التوفيق في المنعطفات، وأنصحك بأن تبدل هذا السلوك بالبحث بجد عن مسشار يؤنسك ويرشدك برأيه بكل أمانة إن كنت حريصا على النجاح الباهر. وأعلم أن المبلغ الذي قد تستخسره في قيمة الاستشارة هو مبلغ ستدفعه على شكل فواتير الخسارات التي ستتكبدها؛ لأنك عبقري ولا تحتاج لمستشار. ختام الكلام.. قال الله تعالى «يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون».